لندن- لا يتردد وزير الخارجية والهجرة التونسي، نبيل عمار، في تقديم رؤية بلاده عن الأوضاع الداخلية والعلاقات الخارجية، خصوصا الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. يعرضها بجرأة ووضوح، في مقابلة شاملة مع "المجلة" بمقر السفارة التونسية في لندن.
بالنسبة إلى الوزير عمار، موقف تونس من "قضية فلسطين واضح، فهي قضية مبدئية، وهي قضية شعب" ، ذلك "أننا لا نتدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية، ولا علاقة لنا بذلك، نحن نتحدث عن قضية الشعب الفلسطيني وحقوقه".
وفي ما يتعلق بالإسلام السياسي، صرّح "هم من لديهم مشكلة مع تونس". ويتابع :"حكموا البلاد منذ 2011 مع أحزاب أخرى وفقدوا كل مصداقية بسبب ارتباطاتهم بالخارج. الفشل كان على جميع الأصعدة...تونس بلد عاش تجربة تبيّن فشلها، وعلينا استخلاص العبر من ذلك. المواطن التونسي يحب الحياة، وتونس مهد لتلاقي الثقافات والحضارات، وإذا أردت تغيير النمط المجتمعي باستخدام العنف، وفي الوقت ذاته نتائجك السياسية والاقتصادية والاجتماعية كانت كارثية، فماذا تتوقع؟ التونسيون صرحوا بأنه لا حاجة لنا بهم".
لكن في الوقت نفسه، تقوم تونس بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة لحل المشاكل التي تعاني منها البلاد، موضحا: "نحن فعلا نقوم يوميا بإصلاحات في تونس، من دون الإفصاح عن تفاصيلها علنا. وكان لدينا اجتماعات بخصوص قانون المالية. وعلى مستوى كل الوزارات، تُبذل جهود كبيرة لإصلاح ما تم تدميره بعد 2011 في تونس".
وعن علاقة بلاده مع الأوروبيين، يقول إن أطرافا أوروبية تمارس "ضغوطات عبر الإعلام وبالتصريحات عن انهيار الاقتصاد التونسي... وهو ما يعد من قبيل التحضير للضغط على تونس حتى تقبل بأن تكون "شرطي أوروبا"، وتُوطن المهاجرين غير الشرعيين". وقال: "الخطوط الحمراء هي استقرار البلاد والدفاع عن القدرة الشرائية للفئات الهشة".
ودافع الوزير عمار عن عودة العلاقات مع دمشق، قائلا: "نحن مع عودة سوريا. من يحكم سوريا أو من يمثلها موضوع سوري لا نتدخل فيه، نحن نتعامل مع الحكومات، ومع النظام السوري الذي نعتبر أنه يمثل السوريين، وهذا هو موقف تونس".
كما دافع عن تحسن العلاقات مع روسيا في جميع المجالات، قائلا إنه لم يبحث خلال زيارته الأخيرة إلى موسكو التعاون العسكري. كما أشار إلى تنافس دولي على ثروات أفريقيا.
وهنا نص الحوار الذي جرى في مكتب السفير التونسي في لندن يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول:
* كيف كان اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة؟
- أخذت الكلمة مباشرة بعد رئيس الاجتماع، وزير خارجية المغرب، وأمين عام الجامعة العربية، ووزير خارجية فلسطين، ووزير خارجية سوريا. ولم تكن هنالك فرصة لتقديم المداخلات، وتم الاتفاق على أن لا يكون هناك إعلان، وهو ما تم إعلامنا به عند بداية الاجتماع. وبعد تقديم مشروع البيان، أخذت الكلمة بعد وزير خارجية سوريا (فيصل المقداد)، مؤكدا أنه لا يرتقي إلى اللحظة التاريخية التي نمر بها، فنحن في وضع تاريخي جديد وخطير. عبّرت عن هذا التحفظ، لكن دون الدعوة إلى إيقاف عملية التصويت. ثم أعربت بلدان أخرى عن تحفظها، وقامت بذلك كتابيا بعد نهاية الاجتماع. ومن جانبنا، قدمنا تحفظا قويا جاء على لسان السيد رئيس الجمهورية قيس سعيد الذي كلفني بإجراء تحفظ على كل ما ورد في البيان. ونص التحفظ التونسي موجود ومرفق بالبيان.