الرباط: يوم الجمعة الماضي، نشر الكاتب المغربي الفرنكفوني الطاهر بن جلون مقالا في موقع مجلة "لوبوان" الفرنسية، أدلى فيه برأيه بخصوص الحرب الدائرة في غزة منذ السابع من هذا الشهر. وقد أثار هذا المقال –ولا يزال- موجة من ردود الأفعال الغاضبة والمستنكرة من طرف مثقفين وكتاب مغاربة وعرب، رغم أنه ليس الكاتب العربي الفرنكفوني الوحيد الذي أدلى برأيه في هذا الشأن، إذ أن ما قاله يتقارب ويكاد يتطابق مع رأي كاتبين آخرين هما كمال داود وبوعلام صنصال، تتداوله أيضا الصحف الفرنسية هذه الأيام، من دون أن يثير رأيهما مثل هذه العاصفة الغير مسبوقة في الإعلام العربي.
حتى تتضح الصورة أكثر، لا بد من العودة لما جاء في المقال موضوع الجدال. يقول الطاهر بن جلون في مستهله: "أنا عربي ومسلم بالميلاد والثقافة والتعليم المغربي التقليدي، لا أستطيع أن أجد الكلمات لأعبّر عن مدى رعبي مما فعله مسلحو حماس باليهود. عندما تهاجم الوحشية النساء والأطفال تصبح همجية وليس لها أي مبرر أو عذر. أشعر بالرعب لأن الصور التي رأيتها هزّت أعماق إنسانيتي". ثم يضيف: "أعتقد أنه يمكننا مقاومة الاحتلال ومحاربة الاستعمار، ولكن ليس بهذه الأعمال المتسمة بوحشية كبيرة.لقد ماتت القضية الفلسطينية في 7 أكتوبر / تشرين الأول 2023، اغتيلت على يد عناصر متعصبة غارقة في أيديولوجيا إسلامية من أسوأ نوع".