باتت مسألة التعدّدية الثقافية والإثنية موضع جدال مستمر في الغرب، وقد احتدم هذا الجدال مع وصول مئات القوارب الصغيرة في الشهر الفائت إلى ميناء جزيرة لامبيدوزا،التي تبعد عن تونس 113 كيلومترا فحسب. فقد بلغ عدد المهاجرين القادمين من دول أفريقية مختلفة، خلال أيام معدودة، أكثر من ستة آلاف مهاجر، من بينهم ثلاثمئة قاصر بلا مرافقة من أحد ذويهم.
تزامن ذلك مع رفض الحكومة الألمانية استقبال المزيد من المهاجرين وفقا لمعاهدة دبلن، وهي معاهدة أبرمت في عام 1990 وأدخلت عليها بعض التعديلات في عامي 2003 و2013، وكان الغرض منها "التحديد السريع للدولة المسؤولة عن طلب اللجوء" ضمن الاتحاد الأوروبي. من جهتها، شدّدت فرنسا المراقبة على الحدود مع إيطاليا، دون اعتبار للمعاهدة المذكورة، وبلغت الأزمة حدّا اتهم معه وزير الدفاع الإيطالي، في مقابلة مع جريدة "لا ستامبا" بتاريخ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، ألمانيا بأنها "دولة غير صديقة" لأنها تموّل سفن المنظمات غير الحكومية التي تغيث اللاجئين في البحر، وردّ الناطق باسم وزارة الدفاع الألمانية بأن هذا التمويل يدخل ضمن نطاق المبادئ التي يرتكز عليها الاتحاد الأوروبي.