في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أسقط عدة مئات من مقاتلي الفصائل المسلحة في غزة وفي فترة زمنية لا تتجاوز الثلاث ساعات مجموعة من الأساطير الإسرائيلية عن نفسها. لقد أسقطوا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأسطورة الاستخبارات التي تعرف كل شيء، وأسطورة الدولة التي تساعد ولا تحتاج لمساعدة من أحد.
ومن الواضح أن سقوط هذه الأساطير الواحدة تلو الأخرى قد دفع قادة إسرائيل إلى تبني خطاب دموي جنوني؛ فقد صرح نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، بعد يوم واحد من بداية معركة "طوفان الأقصى" بأن حربه على غزة "ستستغرق وقتا طويلا"، متوعدا بأن نتائجها "ستغير منطقة الشرق الأوسط". أما وزير دفاعه يوآف غالانت فقد وصف الفلسطينيين بالحيوانات، قائلا: "لقد أصدرت الأمر بفرض حصار كامل على قطاع غزة. لا كهرباء ولا طعام ولا غاز. كل شيء مغلق. نحن نقاتل حيوانات بشرية".
دعونا نُذكر بأن أي حديث عن شرق أوسط جديد يذكرنا بالحرب الأميركية التي شُنت على العراق عام 2003 والتي كانت تهدف إلى "خلق شرق أوسط جديد" وفق مقال كتبته كونداليزا رايس، وزيرة خارجية أميركا في ذلك الوقت في "واشنطن بوست"، لكن الشيء الوحيد الجديد الذي خلفته تلك الحرب كان تدمير العراق وتهجير عدة ملايين من سكانه ثم الرحيل عنه وتركه لحالة من الفوضى لم يتمكن من الخروج منها إلى اليوم.