يدرس الباحث السوري باسم محمود، الأستاذ في جامعة غرناطة في إسبانيا، والحاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة برلين الحرة، حقل سوسيولوجيا الانفعالات وسوسيولوجيا الهجرة وسوسيولوجيا القيم، وقد صدر كتابه "الانفعالات والانتماء في الهجرة القسرية: اللاجئون السوريون وطالبو اللجوء" (2022) بالإنكليزية عن دار "روتليدج" العريقة، منطلقا من نهج جديد في علم الاجتماع يقوم على دراسة سوسيولوجيا الانفعالات والعواطف التي يشعر بها اللاجئون والمهجرون قسريا دون التركيز فقط على الجانب العلاجي الذي يجعلنا نغضّ الطرف عن الأدوار الأخرى للانفعالات في حياتنا وحياة اللاجئين، محدّدا دراسة الحالة بحالة اللاجئين السوريين والمهجرين السوريين قسريا.
هناك ثلاثة مناهج رئيسة في دراسة مجتمع المهجرين القسريين يغطيها القسم الأول من الكتاب بعنوان "دراسة عواطف المهجرين قسرا وانتمائهم" حيث يتحدث محمود، الباحث الزائر في مركز دراسات الهجرة في جامعة كوتش في إسطنبول، عن هذه الاتجاهات ويجملها في نهج دراسة اليوميات والنهج العلاجي الذي يركّز على اضطرابات ما بعد الصدمة، وهو المفهوم الذي يسبغه الباحثون مسبقا على حياة المهاجر القسري، ونهج الاستثناء، أي الأحداث المحدّدة والخاصة باللاجئ نفسه، إضافة إلى مقاربة المهاجرين قسرا تحت مظلة المهاجرين. ويحاول محمود الإجابة عن السؤال الأهم: كيف تتفاعل العواطف مع مشاعر الانتماء في الهجرة القسرية بسبب الحرب أو الديكتاتورية أو كلتيهما؟
لذلك يدرس بعمق في هذا الفصل العواطف الأكثر صلة في هذا المجال، والمشاعر الأكثر أهمية لدى المهاجرين قسرا، ثم حلّل عملية بناء الانتماء ودور هذه المشاعر والعواطف فيها، وتأثير اختبار المهجر قسريا لهذه العواطف والمشاعر على المجتمع المضيف.