شهد قطاع غزة، وبالتحديد وسط مدينة غزة، منذ مساء الاثنين، هجوما عسكريا جويا وبحريا غير مسبوق بحسب ما وصفه محللون سياسيون، عقب تحذير نشره الجيش الإسرائيلي، ومن خلال متحدثيه، مطالبا سكان حي الرمال وسط المدينة بمغادرة وإخلاء مربع سكني كامل، توعد بتسويته بالأرض، وهو ما نفذته طائراته وبوارجه الحربية من البحر.
واستهدفت اسرائيل، الأبراج والمباني، وعشرات من الوحدات السكنية والمحال التجارية ومباني جامعية والبنية التحتية والشوارع، بعشرات من الصواريخ الحربية، واستهدف كذلك محيط المبنى الرئيس لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، بأكثر من 200 غارة، كما أعلن الاحتلال، بالإضافة إلى قصف عدة مناطق سكنية متفرقة وسط وشمال القطاع، دون سابق إنذار، وأدت إلى ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 830 مواطنا وإصابة أكثر من 4 آلاف بجراح مختلفة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة.
ونعت حركة "حماس"، عضوين من مكتبها السياسي، قالت إنهما قتلا ليل الاثنين- الثلاثاء خلال قصف إسرائيلي على القطاع، وهما زكريا أبو معمر (50 عاما)، وجواد أبو شمالة (50 عاما).
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني عزيز المصري، إن "مجمل الهجمات التي شنها جيش اسرائيل على قطاع غزة منذ السبت الماضي، وحتى ارتكاب المجازر بحق المدنيين، ومسح مربعات سكنية بأكملها، "ما هي إلا تمهيد للحرب الحقيقية، التي تهدف إلى ممارسة الضغط على الجبهة الداخلية الفلسطينية والضفط على الفصائل الفلسطنية، في محاولة لسرقة صورة انتصار زائف، يمحو صورة العار التي ظهرت بها إسرائيل خلال الساعات الأولى لاقتحام المقاومة للحدود الشرقية والشمالية للقطاع وقتل المئات من جنود الاحتلال والمستوطنين وأسر عدد كبير منهم".