أخفق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في محاولته استخدام "دبلوماسية الزلزال" من أجل تطبيع العلاقات الفرنسية- المغربية إثر زلزال الحوز. ويبدو أن رفض السلطات المغربية اقتراح المساعدة الفرنسية لا يتعلق فقط بالأزمة الدبلوماسية التي تشوب علاقات البلدين، بل أيضا بسبب طريقة تقديم الاقتراح من خلال الإعلان إعلاميا عنه قبل الاتصال بالمسؤولين المعنيين في الرباط.
وهكذا، بدلا من أن تشكل الكارثة التي أصابت المملكة المغربية فرصة لإنهاء التوتر، أتى الإشكال حول المساعدات، والجدل الذي رافقه وأعقبه، والحملات الإعلامية المتبادلة، لتزيد الطين بلة، وتعقد السبل نحو الخروج من الأزمة ومن تراكمات المناخ السلبي، خاصة أن صياغة سياسة فرنسية جديدة في شمال أفريقيا تبدو متأخرة ومرتهنة للكثير من العوامل والتناقضات، ولأن الأزمة الدبلوماسية الراهنة تكشف عن سعي مغربي لبلورة توازن قوي جديد مع القوة الاستعمارية السابقة.
تداعيات الرفض المغربي
شهد عام 2023 إضافة مصطلح "دبلوماسية الزلزال" أو "دبلوماسية الكوارث" إلى القاموس المتعارف عليه تبعا لزلزال تركيا وسوريا في فبراير/شباط الماضي، وزلزال المغرب وإعصار درنة في سبتمبر/أيلول. وإذا كان هذا النوع من الدبلوماسية قد نجح في الحالتين السورية والتركية، لم يحصل ذلك في الحالة المغربية خاصة من حيث العلاقة مع فرنسا.