خلال الأشهر العشرة الأولى من الغزو الروسي الواسع النطاق، حاذر شركاء أوكرانيا الدوليون من تسليمها دبابات قتالية حديثة. بدلا من ذلك، قدمت مجموعة من الدول، بما فيها بولندا وجمهورية التشيك، أعدادا كبيرة من دبابات تم تجديدها تعود إلى الحقبة السوفياتية، واعتُبرت تلك الدبابات في حينه مناسبة للموقف الميداني نظرا لإلمام القوات الأوكرانية بأنظمة التشغيل الخاصة بها وتوافر قطع الغيار.
في أوائل عام 2023 تمت الاستجابة للطلبات الأوكرانية المتكررة للحصول على دبابات قتالية حديثة، وكانت بريطانيا أول الدول الملتزمة بذلك، حيث أعلنت في منتصف يناير/كانون الثاني موافقتها على إرسال دبابات "تشالنجر-2" إلى أوكرانيا. من جهتها أعلنت برلين بشكل واضح أن مشاركتها تتوقف على موافقة واشنطن على إرسال دبابات أبرامز، حيث حذت ألمانيا حذو بريطانيا بتسليم دبابات "ليوبارد" بعد التوصل إلى اتفاق مع واشنطن وسمحت للدول الأخرى بالقيام بالمثل.
وتمثل النماذج الثلاثة تطورا نوعيا للدروع المتوفرة لدى الجيش الأوكراني، إذ إنها توفر مجموعة من المزايا العملية بما في ذلك مستوى أفضل للحماية، وقدرات أكبر على الحركة والرؤية الليلية، ومدى أكبر لقوة نيران عالية الدقة.
أي دور للدبابات في نظام معركة متغير
وصلت الدفعة الأولى من مجموع 31 دبابة "أبرامز" ستحصل عليها أوكرانيا تماشيا مع القرار الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن في يناير/كانون الثاني 2023؛ حيث يُنظر إلى أبرامز على نطاق واسع على أنها من بين أقوى الدبابات العاملة حاليا، وأكثر تقدما بشكل ملحوظ من الدبابات المستخدمة في الجيش الروسي، وبهذا فهي ستشكل إضافة مهمة إلى ترسانة أوكرانيا المتنامية من الدبابات الغربية. وفي المقابل فإن قلة من المتابعين يتوقعون أن يكون لها تأثير كبير على ساحة المعركة أو في تغيير مسار الحرب.