الرياض، جابر محمد مدخلي: على مدار عشرة أيام كان الكتاب هو محور الاهتمام، داخل أورقة أهم معرض عربي من نوعه، معرض الرياض الدولي للكتاب 2023، الذي أوصد أبوابه بعدما ظل فضاء مفتوحا لتداول الكتب والإصدارات، بجديدها وقديمها، والبرامج والندوات التي جاءت في هذا العام مطابقة تماما لشعار المعرض "وجهة مُلهمة" الذي أطلقته وزارة الثقافة ممثلة في هيئة الأدب والنشر والترجمة التي نظمت هذا الحدث الثقافي الكبير.
ترى أستاذة الأدب والنقد بجامعة الأميرة نورة نوال السويلم أن الكتاب "ما زال وسيبقى وسيلتنا للحصول على المعرفة، والجسر الذي نعبر منه إلى الثقافات ويصلنا بالحضارات الإنسانية، وتزداد أهميته بوصفه رافدا ثقافيا يعزّز التواصل والتلاقح الثقافي بين الأمم، ومعارض الكتب العالمية فرصة كبرى لتسويق المعارف والفنون، ولا ينكر أحد جدواها وقيمتها في خدمة المجتمعات، وهذا أحد أسباب صمودها واستمرارها لعقود حيث أنها لم تفقد وهجها وفاعليتها. ومع كل ما ينافس الكتاب من القنوات المعرفية المتعدّدة، بين مسموعة ومرئية، إلا أنه يظلّ واجهة حضارية وشاهدا على القيمة العليا للمعرفة والثقافة. ومعرض الرياض الدولي للكتاب تظاهرة ثقافية كبرى تجسد أهمية الكتب، ونعدّه الحدث الثقافي الكبير الذي ننتظره بشوق ولهفة في كل عام".
تضيف السويلم: "يشكّل هذا المعرض واحدا من أهم معارض الكتب العربية الأكثر حضورا والأعلى نسبة مبيعات وهذا مؤشر يكشّف عن شغف السعوديين بالقراءة، ويؤكد معنى أنه "واجهة ملهمة". وبعيدا من لغة الأرقام، نلحظ احتفالية وحفاوة بالكتاب على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، من مظاهرها التعريف بالإصدارات الجديدة، وتبادل القراء قوائم الكتب المعدّة للشراء، واستعراض الكتب المهداة والمبيعة، والبرامج الثقافية والفعاليات المصاحبة للمعرض، والجوائز السنوية، وفي مقام البهجة باستقبال المعرض يتردّد ويكثر وصفه بالعرس الثقافي، وهو بحق وصف دقيق يترجم الجهود المبذولة لإنجاح هذه المناسبة.
التواصل مع العالم
بدورها، تؤكّد الدكتورة نورة القحطاني أستاذة الأدب والنقد الحديث بجامعة الملك سعود أن "الكتب هي المصدر الأول للمعرفة ولغذاء العقل وطريق التقدّم للمجتمعات، وهي التي نروي من خلالها قصصنا ونحتفل بمنجزاتنا ونتذكر ماضينا ونستمتع بواقعنا ونتخيل مستقبلنا. إن اهتمامنا بمعارض الكتب كجزء أساسي من الثقافة يمنحنا فرصة رؤية العالم من خلال عيون الآخرين، فبالإضافة إلى قيمتها المعرفية والثقافية الجوهرية، فإن هذه المعارض تقدّم فوائد اجتماعية واقتصادية مهمة، وتعمل على تحسين مصادر المعرفة، ورفع الوعي بأهمية الكتاب والقراءة للانفتاح على ثقافات الشعوب، مما يشجّع قيم التسامح، ويعمل على تحسين جودة الحياة ويزيد الرفاهية العامة للأفراد والمجتمعات".