غزة- أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، وبشكل مفاجئ، أكثر من 5 آلاف صاروخ وقذيفة صاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، فجر السبت، بالتزامن مع اقتحام مقاتليها للحدود الشرقية، والاشتباك مع نقاط الجيش الإسرائيلي الحدودية، واستهداف آليات عسكرية بصواريخ الكورنيت المضادة للدبابات.
وأعلن القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف، في كلمة مسجلة، عن بدء عملية عسكرية ضد إسرائيل، سماها "طوفان الأقصى"، ردا على الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، واقتحامات المستوطنين المتكررة للمسجد الأقصى، خاصة خلال الأسبوع الماضي، والذي تزامن مع عيد العُرش اليهودي.
وأضاف في كلمته: "بدءا من اليوم ينتهي التنسيق الأمني، وكل من عنده بندقية فليخرجها، فقد آن أوانها"، مشددا على أن قيادة كتائب القسام قررت وضع حد لجرائم الاحتلال، فقد "انتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب"، بحسب قوله.
وقال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني حسام الدجني، إنّ ما فعلته المقاومة الفلسطينية "رد فعل طبيعي من الشعب الفلسطيني في ظل اعتداءات إسرائيل المتكررة على الأسرى والأقصى والضفة الغربية، وعلى حصار غزة"، موضحا لـ"المجلة"، أنّ المقاومة حاولت خلال الفترة الأخيرة أن تشرح الممارسات الإسرائيلية للوسطاء من أجل إجبار الاحتلال الإسرائيلي على إنهاء هجماته وممارساته، إلا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض الانصياع.
وأشار الكاتب إلى تصريحات وزراء اليمين المتطرف (وزير المالية بيزاليل سموترتش ووزير الداخلية ايتمار بن غفير) التي دعمت المستوطنين سمحت لهم بالتمادي في ممارساتهم وارتكاب جرائمهم بحق الشعب الفلسطيني الذي يقبع تحت الاحتلال منذ أكثر من 70 عاما، مضيفا: "من حق المقاومة أن تقاوم حسب العلاقة مع الاحتلال ووفق قواعد الاشتباك، التي بتقديري اضطرت المقاومة أن تفرضها على المُحتل".
وقال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين "من الواضح أن هناك حالة من الذهول في الداخل الإسرائيلي وعلى مستوى القيادات السياسية والأمنية الإسرائيلية"، مشيرا إلى أنّ إسرائيل لم تكن تتوقع ما حدث على حدود قطاع غزة، وأنها لم تكن تمتلك أيّ معلومات استخبارية مسبقة.
وتتزامن العملية العسكرية التي تشنها "حماس" على إسرائيل، مع ذكرى حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، التي فرضها الجيشان المصري والسوري على إسرائيل. وفي هذا السياق، قال جبارين: "هناك خيط مباشر بين اليوم وما حدث في 6 أكتوبر 1973، على مستوى ردود الفعل الإسرائيلية".