غزة تُدخل إسرائيل في "مفاجأة اكتوبر"

واستدل الكاتب على قوله، بما جاء على لسان ضابط احتياط إسرائيلي كان قائدا للبحرية الإسرائيلية قبل عدة سنوات، والذي قال عن حرب أكتوبر قبل 50 عاما، إنها "لم تكن متوقعة نهائيا بأي شكل من الأشكال، وهناك إخفاق أمني واستخباراتي".
وأوضح أنّ إسرائيل تعلم أنّ ما يجري في الضفة الغربية يبقى فيها، بينما ما يجري في قطاع غزة، ينتقل سريعا إلى العمق الإسرائيلي، وهو ما تخشاه إسرائيل، مضيفا: "النقطة الأهم، لا يمكن لإسرائيل أن تتقبل المساس بجنودها، وانتشار صور جنودها أسرى وقتلى، وهي الصورة الأقسى عليها".

وقد انتشرت مئات الصور ومقاطع الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي، وتناقلتها وسائل الإعلام، تصور الجنود الإسرائيليين في قبضة فلسطينيين، داخل المستوطنات المحاذية لحدود غزة، وبعضهم تم أسرهم واقتيادهم إلى داخل مدن القطاع، خلال معركة شوارع تخوضها المقاومة الفلسطينية في المستوطنات الإسرائيلية.
كما شوهدت جيبات عسكرية إسرائيلية، يقودها فلسطينيون، وتجوب شوارع القطاع، بعدما استولى عليها الفلسطينيون واقتادوها إلى داخل المدن الغزية. وقال جبارين لـ"المجلة": "إسرائيل ذاهبة الآن إلى رد الفعل الذي في اعتقادي تأخر بسبب حالة الصدمة التي يمر بها قادة إسرائيل".
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنّ إسرائيل غالبا ما ستركز في المرحلة الأولى على "إنهاء الحالة البرية"، في إشارة إلى الاشتباكات المستمرة منذ ساعات الصباح بين المقاومين الفلسطينيين وجنود الاحتلال داخل المستوطنات الإسرائيلية، قائلا: "برأيي أنّ إسرائل تنتظر إنهاء تلك الحالة والسيطرة عليها، ومن ثم تبدأ بالرد على قطاع غزة".
وركز جبارين على الجنود والمستوطنين الذين أسرتهم المقاومة الفلسطينية اليوم، واقتادتهم إلى القطاع، موضحا: "الأهم لدى حماس وكتائب المقاومة 35 أسيرا على الأقل، وهو ما يعني أن قصفا جويا على القطاع قد يكون سببا في قتل هؤلاء الأسرى، خاصة في ظل غياب أي معلومات استخبارية لدى الاحتلال".

وشكك جبارين في القدرات والخبرات لدى جنود الاحتلال على خوض حرب برية، مشيرا إلى تجنيد إسرائيل لجنود احتياط، أعمارهم قرابة الـ40 ولهم تجربة سابقة بخوص حرب لبنان عام 2006، وهم من ستعتمد عليهم إسرائيل في أي حرب برية.
وقالت مصادر إسرائيلية إنّ المقاومة الفلسطينية دخلت 14 مستوطنة إسرائيلية على حدود غزة، نتج عنها عشرات القتلى (أكثر من 100 قتيل بحسب المصادر الاسرائيليو) وأكثر من 900 جريح بينهم 70 حالة خطيرة، بالإضافة إلى عشرات المفقودين من الجنود والمستوطنين، وأعلنت المصادر الطبية الفلسطينية، عن استشهاد قرابة 200 فلسطيني، وإصابة أكثر من 1600 آخرين نتيجة استهدافات إسرائيلية على بعض المناطق في القطاع.
من جانبه، رأى الكاتب الدجني، أنّ المقاومة الفلسطينية لديها تقديراتها وخططها للمواجهة، مشيرا إلى أنّ المجتمع الدولي ستكون له وساطات للتدخل، معللا ذلك بالقول: "في مثل هذه العمليات تتأثر حالة الاستقرار الإقليمي والدولي، ولذلك فإن المجتمع الدولي معني بتوقف الحدث بأي شكل من الأشكال".
واستدرك: "لكن نتنياهو لن يقبل بالوساطات إلا بعد الرد، والرد بتقديري سيؤدي لدخول جبهات أخرى على خط المعركة، وهو ما قد ينعكس سلبا على نتنياهو وسيكون بمثابة الضربة لمستقبله السياسي".
وحول عملية أسْرِ المقاومة للجنود والمستوطنين، ومصيرهم، أكد الدجني أنّ المقاومة الفلسطينية تضع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال والبالغ عددهم أكثر من 5 آلاف أسير، على رأس أولوياتها، مضيفا "من حق المقاومة أن تفرج عنهم جميعا، وأن تبيض السجون".

وكانت كتائب القسام في غزة قد أسَرت، خلال العدوان الإسرائيلي عام 2014، جنودا إسرائيليين، وجرت عدة مفاوضات سرية بوساطات دولية مختلفة خلال السنوات الماضية، بين حماس وإسرائيل، إلا أنها لم تُسفر عن أي نتيجة تقود إلى الإفراج عن أسرى فلسطينيين على غرار صفقة الأسرى عام 2011، والتي جرى خلالها مبادلة الجندي الإسرائيلي "شاليط" مقابل 1100 أسير فلسطيني.
واعتبر الكاتب جبارين، ذهاب حكومة اليمين إلى صفقة تبادل أسرى، بمثابة "أهم محاور الفشل لحكومة اليمين"، موضحا أنّ ذلك الفشل قد يؤدي إلى انهيار حكومة نتنياهو الحالية، على غرار فشل وانهيار حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أولمرت والتي اضطرت للاستقالة بعد فشل حكومته عام 2006 نتيجة حرب لبنان "وانهارت لأسباب أقل مما نراه اليوم بكثير" بحسب قوله.
ونوه إلى أنه، حتى لو كان هناك أيّ سيناريو قد يقود إلى عملية تفاوض حول تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، "يجب أن تكون هناك خطوات عسكرية قبلها بكل ما للكلمة من معنى"، مضيفا: "حتى لو اضطرت إسرائيل إلى افتعال حالة أمنية كبرى، لكي تقحم الوساطة، ليكون أمر الأسرى على المحك".
وفي مقابلة تلفزيونية، أعلن نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري، عن أسر ضباط كبار من جيش الاحتلال، وقال: "هناك كثير من الشهداء والكثير من القتلى والأسرى الصهاينة، والمعركة لا تزال في بدايتها وأسرانا في السجون باتت حريتهم على الأبواب".