هزمتك يا موت الفنون جميعها
هزمتك يا موتُ الأغاني في بلادِ
الرافدين. مِسَلَّةُ المصري، مقبرةُ الفراعنةِ،
النقوشُ على حجارةِ معبدٍ هَزَمَتْكَ
وانتصرتْ، وأِفْلَتَ من كمائنك
الخُلُود.
هكذا، وعلى فراش المرض داخل غرفة العمليات، يؤكّد محمود درويش في جداريته الشهيرة، انتصار الفن والكتابة على الموت. هناك يجد فرصته ليتأمل مشواره وحياته على نحو مختلف، ويقيم حواره الطويل مع الموت. هكذا يبدو المرض، والدخول إلى غرف العمليات واحدا من محفزات الكتابة والإبداع عند عدد من الشعراء والكتاب، يتيح لهم فرصة نادرة في تأمل تلك العلاقة بين الحياة والموت، بين ما قدموه وما طمحوا إليه، بالإضافة إلى مهارتهم في التعبير عن تلك المشاعر الإنسانية الاستثنائية في لحظة من لحظات الضعف، ويرون فيها بارقة جديدة للأمل والحياة.
علاء خالد: مسار الأزرق الحزين
دخل الشاعر والروائي المصري علاء خالد غرفة العمليات، ونجا من الموت بأعجوبة، فسجّل تفاصيل تلك الرحلة الصعبة في كتابه "مسار الأزرق الحزين"(دار الكرمة، 2015) منذ بداية شعوره بالألم، وتشخيص الأطباء له بأنه يحتاج إلى عملية زائدة دودية، وكيف يتحول الأمر بعد العملية الأولى إلى خطر أكبر بسبب ثقب في جدار الأمعاء. بين كل هذه الآلام يتوقف علاء خالد ليرصد ويراقب بحساسية شديدة أثر تلك العمليات على نفسه، وانعكاساتها على المحيطين به: