"اتصلت بـ (السفير الاسرائيلي سيمحا) دينيتز في واشنطن، وقلت له: أين هو الجسر الجوي؟ لماذا لم يبدأ بعد؟"، بهذه الكلمات الغاضبة تصف رئيسة الحكومة الإسرائيلية غولدا مائير مشاعرها من تأخر وصول المساعدات الأميركية في حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973، التي تُعرف عند الإسرائيليين بـ "حرب يوم الغفران"، أو "يوم كيبور".
"أذكر أنني مرة اتصلت به في الساعة الثالثة صباحا بتوقيت واشنطن، وقلت: لا يهمني كم هو الوقت الآن... اتصل بـ(وزير الخارجية الأميركي السابق هنري) كيسنجر حاليا في منتصف الليل وقل له إننا بحاجة لمساعدة اليوم، لأن غدا ربما يكون الوقت قد فات".
الرئيس الأميركي في حينها ريتشارد نيكسون استجاب لمطلب مائير، قبل فوات الأوان بالنسبة إليها، وأرسل طائرات عملاقة محملة بالدبابات والذخيرة وصواريخ جو–جو، وقد وصلت مدينة اللد في اليوم التاسع من الحرب، وتمكن هذا الجسر الجوي من قلب موازين المعركة، وصولا إلى فرض وقف لإطلاق النار من قبل الأمم المتحدة. ولكن ذلك لم يلغِ الانتصار العربي الذي تمكن الجيشان المصري والسوري من تحقيقه في الأيام الأولى للحرب، وهي الأيام التي أطاحت بحكومة غولدا مائير بعد ستة أشهر.