وعن معرض بغداد قال القاسمي: "أزور معرض بغداد الدولي لأول مرة، ورأيت الجمهور الكبير جدا الذي يرتاد المكان، وهو دليل كبير على أهمية القراءة والكتاب، ودليل على ثقافة المجتمع. التقيت الكثير من القرّاء الذي قرأوا روايتي الأخيرة 'تغريبة القافر'، وسرّني أن الجلسة الحوارية الخاصة بمناقشة الرواية ازدحمت بمن جاء خصيصا الى المناسبة، وقد شارك بعضهم بمداخلات. أحاطني الجميع بالمحبة في كل مكان، وكانت الأجواء إيجابية وأشعرتني بامتنان كبير".
الناشر مصطفى ضعون، عن دار "المعارف الحكمية"، قال إن دورة هذه السنة جيدة، "مع اختلافات نسبية تخص المبيعات ونوعية القراءة". وأضاف ضعون: "التنظيم جيد، رغم بعض الملاحظات البسيطة حول توزيع الأجنحة وتقسيمها بين الدور المشاركة، لكنني أعتبر المشاركة إجمالا ناجحة في ظل تعاون المنظمين، كما أن دعم القراء الشباب بقسائم شراء مجانية أسهم برفع مبيعات المعرض بصورة لافتة".
ويستدرك ضعون: "ولكن على مستوى الإقبال، فهو أقلّ من الدورات السابقة، وأقل ممّا هو معتاد عن معارض الكتب في العراق. أعتقد أن الإقبال على الكتب في تراجع سنة بعد سنة هنا، كما أن نوعية القراءة بدأت تختلف. الكتب النوعية تشهد تراجعا. معروف أن الجمهور العراقي مهتم بفئات واسعة من الكتب الجادّة، وبالأخص الفكريّة والفلسفيّة والدينيّة والعلمية. إلا أنّ هذه الفئات تعاني في السنتين الأخيرتين وصارت مبيعاتها، في بغداد، تشابه مستوياتها في باقي الدول العربية".
ويختتم ضعون بالقول إن وجود معرضين في مدينة بغداد أسهم في تشتيت الجمهور، وتوزيعه عليهما، فهناك جمهور معرض بغداد وجمهور معرض العراق، ونسبة ثالثة جمهور مشترك بين المعرضين. وبغض النظر عن الروح التنافسيّة واجتهاد كل مؤسسة بتقديم التسهيلات والخدمات للمشاركين، وأيهما أنجح في ذلك، لكن، بالنتيجة، الجمهور موزّع. وجمهور القراءة في العراق اليوم لا يتحمّل التوزيع والتشتّت، وهو أمر ليس في صالح الناشر ولا المدينة ولا الفعالية ذاتها".
ضعف القوة الشرائية
يقول غسان حسين، من "دار غيداء" الأردنيّة للنشر والتوزيع إن معرض بغداد الدولي للكتاب "معرض ناشئ وجديد على خارطة المعارض العربيّة، وبالتالي لا يمكن مقارنته بباقي المعارض العربية التي تحظى باهتمام كبير من وزارات التربية والتعليم والثقافة في دولها، كما أنها قطعت شوطا في مجال الخبرة بالتنظيم وتجاوز الأخطاء عبر تجربتها المتراكمة. أظن أن على الحكومة العراقية والوزارات المعنية أن تدعم المعرض بحيث يكون هناك زيارات من قبلها وشراء للكتب لصالح مكتبات المدارس والجامعات، وحثّ الجامعات على اقتناء الكتب العلمية والأكاديمية".
ويضيف حسين: "ما لاحظته العام الحالي ضعف القوة الشرائية للزوار، ولا أدري إن كان ذلك بسبب انخفاض قيمة العملة العراقية في الفترة الأخيرة أمام الدولار الأميركي، خاصة أن مستوى الأسعار التي نعرضها معقول جدا وفي المتناول، وهناك تخفيضات مستمرة، كما أنني ألاحظ شح في تواصل المؤسسات الثقافية المختصة في العراق مع فعاليات المعرض". ويختم حسين قائلا: "على مستوى التنظيم هناك تطور واهتمام ومتابعة من اللجان المنظمة، كما لا يوجد عراقيل في دخول الكتب الى العراق، ولا رقابة أو منع أو حظر لعناوين".
يرى عاصم الشريف من "المكتبة العصريّة" و"الدار النموذجيّة" في لبنان أن معرض بغداد من أهم المعارض العربية "لناحية الطلب على الكتاب بكافة المجالات، الثقافيّة والعلميّة والأكاديميّة". ويضيف: "نحن من الدور التي تشترك في معرض بغداد منذ دورته الأولى، إذ تعوّدنا على الجمهور العراقيّ المميز بثقافته وحبه للكتاب. العوائل هنا تعامل المعرض وكأنه كرنفال شعبي وطقس احتفائي يُقتَنى فيه الكتاب للطفل والشاب والشيخ باهتمامات متنوعة".