رحل عن عالمنا مساء الأحد الماضي الإعلامي والصحفي والروائي السعودي هاني نقشبندي، بعد رحلة عامرة في بلاط صاحبة الجلالة عمل فيها رئيسا لتحرير مجلتي "المجلة" و"سيدتي" ، كما ساهم في تأسيس مجلة "الرجل"، وقدّم برنامج "حوار هاني" على شاشة تلفزيون دبي ناقش فيه عددا من القضايا الفكرية والسياسية، كما اشتملت رحلته على طواف بين عوالم الروايات، وكان الراحل يرى أن تجربته في الصحافة والإعلام ساهمت في إثراء موهبته الأدبية، وعلى الرغم من أن أعماله لم تتجاوز السبع روايات إلا أنه استطاع من خلالها ترك بصمة لا تنسى في الرواية السعودية والعربية، وأن يعرض مشكلات المجتمعات العربية ويواجه بكل جرأة عددا من العادات والتقاليد الراسخة التي تكبّل المجتمع وتحدّ من انطلاقه وتحرره. في ما يلي عرض لهذه الروايات وما تناوله فيها من أفكار وقضايا.
اختلاس .. دفاع عن المرأة
منذ روايته الأولى "اختلاس" التي صدرت في 2007 ومنعت من التداول في عدد من البلدان العربية بدت رغبة هاني نقشبندي واضحة في فتح الآفاق للمرأة السعودية ودفعها نحو الانعتاق من قيود المجتمع، فرسم نموذجا للمرأة السعودية التي تسعى للتحرر حتى أنها تبدأ في مراسلة صحفي سعودي يرأس تحرير مجلة نسائية في لندن، وتفضي إليه بكل أفكارها وهواجسها بل تصل إلى حد الاعتراف له بخطاياها، في المقابل نتعرّف على ذلك الصحفي السعودي الذي يعيش حياة الحرية والتحرّر في بلاد الغرب، ولكنه لا يزال أسير نظرته الذكورية الشرقية للمرأة، وكيف يفكر فيها ويتعامل معها، على الرغم من تعدّد علاقاته واختلاف تجاربه.