يُعتبر مطار إركان، وهو مطار حديث بُني وفقا للمعايير الدولية، البوابةَ التي توصلك إلى جمهورية شمال قبرص التركية، ومع ذلك، فلا تهبط في هذا المطار سوى شركتين اثنتين وكلتاهما تركية. الأولى هي الخطوط الجوية التركية، والأخرى هي بيغاسوس، وهي شركة تركية خاصة. والسبب في ذلك هو الحظر والقيود الدولية المفروضة على جمهورية شمال قبرص التركية.
في المقابل، فإن جميع شركات النقل الأخرى في مطار لارنكا في الجزء الآخر من قبرص.
وثمة على هذه الجزيرة دولتان. إحداهما هي "جمهورية قبرص" وهي موطن القبارصة اليونانيين، تقع في الجزء الجنوبي من الجزيرة، وهي الكيان المعترف به دوليا. أما الأخرى فهي جمهورية شمال قبرص التركية، ولا تعترف بها من دول العالم سوى تركيا.
يصف القبارصة اليونانيون، المعروفون أيضا باسم جمهورية قبرص، يصفون المنطقتين المتميزتين في الجزيرة بأنهما "مناطق خاضعة للحكم الفعال لجمهورية قبرص"، و"مناطق تفتقر فيها الحكومة إلى السيطرة الفعالة".
التطورات التاريخية التي أدت إلى التدخل العسكري التركي عام 1974
استولت الإمبراطورية العثمانية على الجزيرة من البنادقة عام 1571، وبعد أن حكمتها لمدة 300 عام، تنازلت عن الإدارة المؤقتة لمصلحة بريطانيا عام 1878 كبادرة سياسية لضمان دعمها ضد روسيا.
ولكن بريطانيا ضمّت الجزيرة من طرف واحد خلال الحرب العالمية الأولى، واستمر الحكم الاستعماري حتى عام 1960.
وفي عام 1960، وبناء على اتفاقية زيوريخ التي وُقعت بين تركيا واليونان، واتفاقية لندن التي وُقعت مع بريطانيا وزعماء الطائفتين في الجزيرة، أُنشئت جمهورية قبرص، بضمان كل من تركيا، واليونان، وبريطانيا.
واعتُبرت المساواة في الحقوق السياسية، والمساواة في المكانة بين القبارصة اليونانيين والأتراك حجر الأساس لجمهورية قبرص، ونُص على ذلك في دستور الجمهورية أيضا. سوى أن القبارصة اليونانيين واليونان لم ينظروا بعين الرضا إلى هذا الأمر، ولكن بما أن الظروف لم تكن مواتية، فضلوا المشاركة وانتظار اللحظة المناسبة لتقديم مطالبتهم بكامل الجزيرة.
وبعد وقت قصير، قامت المنظمة الوطنية للمقاتلين القبارصة اليونانيين، وهي المنظمة المتطرفة المعروفة باسم "إيوكا" (EOKA)، بتوجيه بنادقها نحو القبارصة الأتراك. وتأسست المنظمة عام 1955 ضد الحكم الاستعماري البريطاني. وقد كان شعارها إينوسيس، والذي يعني الاتحاد مع اليونان.