بينما كانت وسائل الإعلام المحلية والعالمية تنقل أخبارا وتخمينات عن نية الولايات المتحدة الأميركية "إغلاق" الحدود بين سوريا والعراق، وتوجيه ضربات عسكرية "قاسية" إلى الفصائل المنتشرة على طرفي الحدود، كانت "المجلة" تجول في منطقة سنجار، في الجهة العراقية من المثلث الحدودي مع كل من سوريا وتركيا.
وسنجار هي المنطقة الأكثر تركيبا وتداخلا وكثافة سكانية على طول تلك الحدود، إلى جانب وعورتها الجغرافية الجبلية الحادة؛ كما تقوم تلك المنطقة على "توليفة" عسكرية وسياسية بالغة التعقيد، هشة وقابلة للاشتعال في أي لحظة. ومن جانب آخر، هي منطقة استراتيجية للغاية، تتصارع عليها دول إقليمية، وقوى عالمية، وأحزاب سياسية محلية رئيسة، ووفق توازنات شديدة الدقة.
يرى المراقبون أن السيطرة العسكرية والأمنية على سنجار، تُعتبر مفتاح ضبط الحدود بين العراق وسوريا وتركيا، وأداة لإعادة الاستقرار المديد إلى واحدة من أكثر جغرافيات المنطقة قلقا وتداخلا. فكل من تركيا، والحكومة المركزية العراقية، وإقليم كردستان، والأطراف الحاكمة لسوريا، ومعها طبعا الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، تُصنف استقرار سنجار كشرط ضروري لـ"أمنها القومي".