يفتن القمر، جارنا السماوي، العلماء وعشاق الفضاء منذ قرون. على مرّ السنين، كشف العديد من البعثات النقاب عن بعض أسراره، لكن هناك دائما المزيد يمكن اكتشافه. في مقابلة حديثة أُجرِيت مع جيانتشينغ فنغ، عالم القمر البارز وأحد علماء الكواكب في "معهد علوم الكواكب" بتوكسون في أريزونا، نتعمق في البحوث الرائدة التي أجرتها بعثة المسبار "تشانغ إي 4"، ونسلط الضوء على التاريخ الجيولوجي للقمر، والبنيات ذات الطبقات الغامضة تحت سطحه.
تعاون جيانتشينغ فنغ، الباحث الرئيس في الدراسة، مع فريق من العلماء المتفانين، منهم ماثيو إيه سيغلر، ويان سو، وتشونيو دينغ، وإيراكليس جياناكيس. وبينما تركز المقابلة في المقام الأول على معطيات فنغ وخبراته، من الضروري الإعتراف بالجهود التعاونية التي أدت إلى هذه الإكتشافات الرائعة.
كشف أسرار القمر
كان التركيز الرئيس للمقابلة هو الحصول على معطى حول الاستنتاجات الرئيسة للدراسة في ما يتعلق بالبنيات ذات الطبقات في مئات الأمتار العديدة العُليا من سطح القمر على طول مسار المركبة "تشانغ إي 4". وفق فنغ، قدمت تقنية الرادار المخترق للأرضية لمحة فريدة عن باطن القمر. في أول 40 متراً، حُدِّد خليط من الغبار والتراب والصخور المتشققة، والمعروفة باسم "الثرى".