شهد النصف الأول من عام 2023 خسائر كبيرة جراء الكوارث، قُدرت مبدئيًا بنحو 194 مليار دولار، ما يعتبر خامس أعلى تأثير اقتصادي على الإطلاق والأعلى منذ عام 2011. وذلك على إثر الزلازل المدمرة التي ضربت تركيا وسوريا في فبراير/شباط، والتي أصبحت الكارثة الحادية عشرة الأكثر فتكًا على مستوى العالم في التاريخ الحديث.
ومن المتوقع أن ترتفع الخسائر أكثر في أعقاب زلزال المغرب، وفيضانات درنة في ليبيا، وغيرها من الأحداث التي وقعت في الربع الثالث من السنة الجارية.
وكانت موجة الحر التي اجتاحت أوروبا الغربية والجنوبية والوسطى هي الكارثة الأكثر تأثيرا في عام 2022 حيث تسببت بـ 15450 حالة وفاة. كما أن إعصار كاترينا أحد أكثر الكوارث تكلفة في العالم، حيث كلف صناعة التأمين نحو 82,4 مليار دولار. ولا يتفوق عليها إلا الزلزال/تسونامي الذي ضرب اليابان في عام 2011.
وقد تعززت قدرة المجتمعات على الصمود في مواجهة الكوارث بفضل التغطية التأمينية، وخاصة في الدول الصناعية. أما في المناطق الناشئة والنامية، لا تزال هذه التغطية محدودة. ولا تملك الدول في هذه المناطق الأموال الكافية لإعادة البناء بعد الكوارث الطبيعية، وبالتالي تعتمد على المساعدات الخارجية.
لا شك أن تغير المناخ له تأثير كبير على انتشار الكوارث الطبيعية، حيث يمكن أن يزيد من خطر الظروف الجوية القاسية والجفاف وقوة العواصف مثل الأعاصير المدارية.