أمستردام: معرض "ديفا التأثير الفني والاجتماعي العالمي للأيقونات النسائية في الرقص والسينما والغناء والموسيقى العربية" - الذي يستضيفه أكبر متاحف أمستردام، "متحف المناطق الاستوائية"، ويستمر من بداية أغسطس/آب 2023 إلى الشهر الثالث من العام المقبل - يغيّر في وعينا ومخيلتنا، نحن المهاجرين والمهاجرات من البلدان العربية إلى أوروبا والمقيمين/المقيمات فيها، صورة أولئك النجمات أو الأيقونات. وهذا بشهادة كثيرين من زوار المعرض الكبير في العاصمة الهولندية.
فالمعرض مهجوس ربما بتغيير تلك الصورة التي يقال إنها "مشينة" للنساء اللواتي احترفن الفن: من الراقصات والممثلات والمطربات بديعة مصابني وتحية كاريوكا وهند رستم وسامية وناديا جمال، إلى آسيا داغر ومنيرة المهدية وهدى شعراوي (رائدة تحرر النساء العربيات) إلى كوكب أو هرم الشرق الغنائي الطربي أم كلثوم، وإلى ليلى مراد وأسمهان وصباح وفيروز ووردة الجزائرية وداليدا وسعاد حسني وناديا لطفي وفاتن حمامة، وسواهن كثيرات.
فهذا المعرض اللافت (وهو من إعداد معهد العالم العربي في باريس، وعُرض فيه سنة 2020، قبل انتقاله اليوم إلى أمستردام) هو معرض "نون النسوة" لنجمات الفن العربي في القرن العشرين. ذلك أنه ينبهنا ويقول لنا: بدونهن ولولاهن ما كنت لتقوم للمرأة وللفن العربي الحديث وللثقافة العربية الحديثة قائمة في دنيا العرب وفي الذائقة الأوروبية. وذلك منذ ثورة 1917 المصرية الديموقراطية في مصر مع سعد زغلول وسائر الرعيل الأول من مكرّسي نهضة مصر الحديثة. وكذلك مذ غنت فيروز وصباح من لبنان وفي سائر أرجاء البلاد العربية في مطلع خمسينات القرن المنصرم.
فأولئك النساء النجمات هن رائدات "قوة مصر ولبنان الناعمة"، حتى بعد انقلاب الضباط الأحرار وجمال عبد الناصر على النظام الملكي المصري سنة 1952، وبعد خراب لبنان منذ العام 1975.