مرت أيام كان فيها عمران خان لاعب كريكيت ناجحا للغاية، وفاز بكأس العالم، وأصبح لاعبا دوليا مشهورا... نال إعجاب العالم واحترامه؛ وارتقى لاحقا إلى قمة السياسة الباكستانية. الآن يجد هذا الرجل نفسه قابعا في زنزانة سجن مزرية... سقوط مثل هذه الشخصية من موقعه يمثل ترديا وتراجعا لافتا للنظر.
بعد أن قاد فريق الكريكيت الباكستاني الوطني للفوز في نهائي كأس العالم عام 1992- وهي المرة الوحيدة التي ترفع فيها باكستان الكأس- أصبح خان من المشاهير العالميين، والذي غالبا ما ظهرت أخباره بشكل بارز على صفحات الشائعات في الصحف الشعبية. وعلى الرغم من إصراره على أنه يراعي قيود عقيدته الإسلامية، فقد ارتبط خان في كثير من الأحيان بسلسلة من سيدات المجتمع الفاتنات، وبلغت ذروتها بزواجه من جميما غولد سميث، ابنة رجل الأعمال البريطاني الثري جيمس غولد سميث.
كان حفل زفاف الزوجين في مايو/أيار 1995 في مكتب التسجيل بلندن، يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره الحدث الاجتماعي في ذلك العام، حيث جذب نخبة من الضيوف من جميع أنحاء العالم.
وبينما انتهى الزواج بالفشل، مع طلاق الزوجين في نهاية المطاف بعد تسع سنوات، ساعدت شبكة خان الرائعة من الاتصالات الدولية على إرساء الأساس لمسيرته اللاحقة كشخصية بارزة في السياسة الباكستانية، وهو ما أدى في النهاية إلى انتخابه في المركز الثاني والعشرين کرئيس وزراء باكستان عام 2018.
لم يكن دخول خان إلى عالم السياسة الباكستانية المضطرب خاليا من الجدل، خاصة بعد أن تبنى وجهة نظر معادية لأميركا بشكل واضح بشأن تورط التدخل العسكري بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان المجاورة. وانتقاده المستمر لتكتيكات واشنطن في حملتها الطويلة ضد طالبان، ولا سيما انتقاده لاستخدام الطائرات المسيرة التابعة لوكالة المخابرات المركزية، وشن هجمات ضد مواقع طالبان عبر الحدود في باكستان، مما أكسبه لقب "طالبان خان" في وسائل الإعلام الباكستانية.