قائمة "كتارا" القصيرة: من صفحات التاريخ إلى آلام الواقع

9 روايات من 6 بلدان عربية

قائمة "كتارا" القصيرة: من صفحات التاريخ إلى آلام الواقع

أثارت "جائزة كتارا للرواية العربية" هذا العام الكثير من الجدال حينما أعلنت للمرة الأولى منذ إطلاقها (عام 2014) القائمة الطويلة للروايات المرشحة للجائزة لهذا العام 2023 التي ضمّت ستين عملا روائيا من مختلف البلدان العربية. ولا شك في أن من يتابع الجوائز الأدبية قد اعتاد على أن تكون القوائم الطويلة أقل من ذلك، ولعل أكثر ما أثار الجدال بين القراء والمتابعين هو التفاوت الشديد في مستويات الروايات، إلا أن ذلك الجدال سرعان ما نسيه الناس، أو تناسوه حين أعلنت الجائزة في 14 سبتمبر/أيلول الجاري قائمتها القصيرة للروايات التسع المرشحة للفوز، التي توزعت بين مصر (3 روايات) ولبنان (روايتان) ورواية من كل من الكويت وعمان وفلسطين وسوريا. في ما يأتي إطلالة على هذه الروايات وأبرز ما تناقشه من مواضيع وما تتناوله من أفكار.

توزعت روايات القائمة القصيرة بين مصر (3 روايات) ولبنان (روايتان) ورواية من كل من الكويت وعمان وفلسطين وسوريا

فانتازيا

يعود أشرف العشماوي في روايته "الجمعية السرية للمواطنين" (الدار المصرية اللبنانية) إلى الماضي القريب والبعيد، تحديدا إلى وقت سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" عام 1976 في مصر، ليكشف عن ملابسات وخلفيات تلك الحادثة التي أثارت الكثير من الجدال وردود الأفعال، لا سيما بين أوساط المثقفين في ذلك الوقت، من خلال بطل روايته الفنان المغمور معتوق رفاعي وشريكه غريب أبو إسماعيل، وعالم خفي لا يظهر على السطح عادة من المهمشين والبسطاء الذين يصفهم بأنهم "حاولوا النجاة من الأيام". بالتوازي مع تلك الحكاية يعود إلى فترة مهمة من تاريخ الدولة المصرية، عهد الخديوي إسماعيل، وما جرى في "عزبة الوالدة" بحلوان، متناولا سلسلة أحداث ومواقف تاريخية تخص ديون مصر في ذلك الوقت، وكيف غيّرت بعض أحداث التاريخ أو شوّهت لمصلحة أطراف آخرين. تتغير الحال بمعتوق ويدخل مستشفى الأمراض العقلية، ويسعى إلى تكوين "جمعية سرية للمواطنين" لمساعدة الفقراء والمحتاجين، وتمتلئ الرواية بالشخصيات، وتدور بين عدد من الأزمنة، من أيام الملك مرورا بما حدث في مصر أيام السادات حتى تصل إلى ما وصلت إليه من فساد في عهد مبارك، وكيف كانت تجري عمليات التزوير والفساد التي تسللت إلى قاعات المتاحف.

 

وجوه الفيوم

بين التاريخ والفن أيضا يدور عالم رواية "أنت تشرق أنت تضيء" (الدار العربية للعلوم)لرشا عدلي، التي تعود إلى تاريخ مصر القديم وتحديدا إلى لوحات "وجوه الفيوم" لتعرفنا اليها والى حياة المصريين قديما وكيف اختيروا للرسم، وما كانوا يمتلكونه من فنون أيام الحكم الروماني، من خلال بطلة العمل، عالمة الآثار رنيم، التي نتعرف الى حكايتها وما تعانيه من مشكلات وتحديات، فيما هي تسعى لمعرفة أسرار الآثار المصرية التي تقوم على دراستها. تدور الرواية بين زمنين، الماضي الذي رُسمت فيه تلك اللوحات منذ أكثر من ألف عام، من خلال حكاية سيرينا، والحاضر الذي تعيش فيه البطلة رنيم وتسعى إلى معرفة أسرار تلك اللوحات والكشف عن حكاياتها. كما تتناول الرواية موضوع سرقة الآثار وتهريبها، في إشارة إلى أن وجوه الفيوم تلك لم يبق منها في مصر إلا ثلاثة وجوه من أصل 900 لوحة. تسعى كل بطلة من بطلتي الرواية إلى تحقيق ذاتها من خلال مواجهة صعاب حياتها، سواء رنيم التي عاشت حياة قاسية كلاجئة وما تعرض له والدها من ظلم ومطاردة، إلى أن تصبح أمينة متحف "أوفيزي" في إيطاليا الذي يقودها إلى البحث عن تاريخها المصري من جديد، أو سيرينا زوجة نائب الحاكم الروماني وما تتعرّض له من ظلم ذلك الزوج وتسلّطه، فتقرّر الثورة عليه، وكيف يتآمر عليها ذلك الحاكم ويكون من نتيجة تآمره ما ستجده رنيم في لوحات الفيوم.

 

نزعة صوفية

بين التاريخ والفانتازيا كذلك تدور رواية محمد موافي "آيات عاشق.. نشوة الطلياني" (دار العين)، التي نتعرف فيها الى مصباح زيتي (مسرجة) يتداخل مع الرواة والأبطال ليحكي حكايات مختلفة من التاريخ، من خلال تنقله بين شخصيات متعدّدة، ومن خلال ذلك المصباح ندخل الى عالم الرواية الثري الذي يمزج بين رحلة ذلك الإيطالي البرتينو فيرو وحكايات أبطال الرواية الذين يجمع بينهم الغربة والارتحال من بلادهم سواء كان هرم الظفاري أو ماري المسيحية التي تهرب بعد تشريد عائلتها والتنكيل بوالدها.

تتنقل الرواية بين الأماكن والشخصيات والأزمنة من الإسكندرية واليمن إلى إزمير، في بحث دؤوب عن الأمان والراحة، وفي أجواء تغلب عليها النزعة الصوفية واللغة المحكمة الشاعرية. يحكم الكاتب خيوط الرواية ويجمع نسيجها بطريقة تجذب القارئ الى هذا العالم الذي يمزج بين ما هو واقعي وتاريخي وبين الخيال الجامح والحكايات التي تقود الرحلة، ونتعرّف من خلالها الى طرق جديدة في الحب مع كل ما يواجهه أبطال الرواية من صعوبات وتحدّيات وآلام.

 

مريم والغريبة  

في رواية "حبيبتي مريم" (دار الفارابي) للروائية هدى عيد تطالعنا صورة لبنان وما يعانيه من فساد المسؤولين، والطبقات العليا التي تتحكّم في مصائر البسطاء، وتبدو معها مريم الصحافية بطلة الرواية معادلا موضوعيا لتلك البلاد التي لا تجد لها منفذا إلى النور مهما بذل أبناؤها من جهود في سبيل تحريرها أو جعلها مكانا أفضل. تقوم الرواية على حبكة تبدو بوليسية، لكنها تتجاوز ذلك لتعرض لنا تشريحا للمجتمع اللبناني الذي لا يختلف في كثير من تفاصيله عن العديد من المجتمعات العربية. عائلة مريم تنقلب أمور افرادها بعد موتها، ليتحول غيابها فرصة للتعرف الى الحقائق التي كانت خفية في حياتها، حيث حاولت أن تكشف فساد رجال الأعمال والسياسيين. في الوقت نفسه، بطل الرواية غريب جوال يسعى إلى الكشف عن قاتلي زوجته، أما ابنته جودي فيقتل زوجها في حادث تفجير ميناء بيروت، ويهرب ابنه من لبنان كله آملا في حياة أكثر هدوءا وأمنا.

استطاعت هدى عيد أن تعبّر عن طبقات المجتمع  اللبناني المختلفة، وأن تعكس من خلال أبطالها تردّي أحوال لبنان في الفترة الأخيرة، وما يعانيه الشعب من ويلات رجال الأعمال والسياسيين، بالإضافة إلى ويلات الحروب والانقسام، ويبدو أن ذلك شاغلها الأكبر، وقد كتبت فيه أكثر من رواية، فهذا ما سيجده القارئ في روايات أخرى لها مثل "ركام"، و"سلطان وبغايا"، وغيرهما.

لا تختلف رؤية غيداءطالب كثيرا فيروايتها "قلب الغريبة" (دار هاشيت أنطون) عن ذلك التصوّر، بل ربما تضيف إليه بعض الشاعرية في استخدام اللغة والبعد الواقعي أكثر، إذ نحن هنا إزاء  الحرب الأهلية اللبنانية وما تعكسه على المجتمع من تبعات، في حكاية تقتفي فيها الفتاة آثار أمها بعد انتقالها من القرية إلى المدينة بيروت، هناك حيث تواجه الكثير من الموت المحيط بكل مكان، وحيث تبحث عن العدالة في جريمة الشرف التي تطاردها في ذاكرة الأم وذاكرات الآخرين، وتكشف عما تعانيه من السلطة الذكورية، وتصور أحوال النساء في المجتمع وما يعانين فيه من مشكلات.

 

حرب سوريا

في "الفناء الخلفي" (دار رياض الريس) تطلّ علينا الروائية السورية لميس الزين بالتغيرات التي شهدتها سوريا خلال الحرب، وكيف أثرت على عائلة تاجر القماش قدري في حلب وغيرت مصائر أبنائه، ومنهم سامي الذي سمع من صديقه عن الحراك في دمشق حتى وصل إلى ريف حلب، واهتم بمتابعة الأحداث والمشاركة فيها، وخرج بذلك عن سياسة والده ونظامه، بل واستطاع أن يهرب من رقابة والده ويشارك في التظاهرات. بالتوازي مع حكايته نتعرف الى شمس، الفتاة السورية التي تعمل في إحدى مؤسسات الأمم المتحدة، وتعيش حياتها وفقا للعادات والتقاليد الذكورية في الأسرة، فلا تسمح لنفسها بالاختلاط بالرجال وتنتظر أن تقيم حياتها على أساس الزواج من رجلٍ يتقدم لها بصورة تقليدية، لكنّ الدنيا تتغيّر من حولها وتدخل عالم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، وتبدأ قناعاتها في التغيّر، بالتزامن مع انطلاق أحداث الثورة السورية في 2011 فتنفعل بها وتشارك فيها، حتى تتعرف مصادفة الى سامي وتشعر بأنها تميل إليه لكنها تفاجأ أنه يريد أن يتزوجها سرا.

تتطوّر الأحداث وتتسارع في كل من العائلتين مع تسارع أحداث التظاهرات وانتقالها إلى الحرب والقتال الأهلي الذي غيّر الكثير من الشخصيات والنفوس. استطاعت الكاتبة أن تعبّر عن تلك التغيرات التي طرأت على المجتمع السوري والدمار الذي لحق بالكثيرين من جراء هذه الحرب، خاصة في حلب تلك التي انقسمت معسكرين، شرقيا وغربيا، وكيف ظهرت شخصيات تستغل تلك الحرب وهذه الفوضى لتحقيق مصالحها، كما استطاعت الكاتبة أن تغوص على نفسيات أبطال عالمها وأن تعكس واقعها بكل ما فيه من من محاولات البحث عن النجاة من جهة وما يحفل به من قسوة ودمار في الوقت نفسه.

 

تاريخ عماني

في روايته "الحرب" يعرض الروائي العماني محمد اليحيائي (دار عرب) جزءا مهما من تاريخ عمان، وخاصة فترة حرب ظفارالتي دارت بين الجبهة الشعبية لتحرير عمان والقوات الحكومية لمدة عشر سنوات (1965 - 1975) وذلك من خلال بطل روايته الذي يسعى إلى إنتاج فيلم وثائقي عن تلك الحرب، وتدور أحداث الرواية على جرى في عمان منذ ذلك الوقت حتى العصر الحالي، لتكشف لنا على نحو واقعي عن التغيرات الاجتماعية والسياسية التي شهدتها البلاد في تلك الفترة. نتنقل مع أبطال الرواية من عمان إلى أميركا والكويت وبولندا، لكي نتعرّف الى حكاياتهم المختلفة، ولا تتوقف الرواية عند الحديث عن تلك الحروب العسكرية، وإنما توسّع مفهوم الحرب ودلالتها لتشمل الصراعات الداخلية التي تعتمل في نفسيات أبطالها، ويحضر الحب والعلاقات الغرامية المتأجّجة لا سيما بين بطل الرواية سعيد قيصر وكريستينا، بل ويشاركه ذلك الحب والتعلق صديقه الآخر عيسى صالح. هكذا تكشف الرواية في جانب منها طبيعة علاقات الأصدقاء والثوار والمثقفين وما قد يحدث من تضارب بين المصالح والأهواء، وكيف يؤثر كل ذلك على مجريات الأحداث. 

لا تميل رواية اليحيائي إلى سرد الحكاية بطريقة مباشرة، بل تمزج بين عدد من تقنيات السرد المختلفة، ما بين أفكار بطل الرواية وحكاياته التي تدور بتقنية تيار الوعي، وتعدّد الأصوات التي نجد فيها كل بطل من أبطال الرواية يسرد حكايته بطريقته، وما بين الراوي العليم الذي يسرد أطرافا أخرى من الحكاية حتى تكتمل الصورة.  

 اختلفت مواضيع روايات القائمة القصيرة لجائزة كتارا وعوالمها، وظهرت في أكثرها العودة إلى التاريخ للكشف عن أحداثه والتعبير عنه، أو الاستعانة به لتقديم رؤية جديدة للواقع، كما ظهرت الحروب وما تخلّفه من دمار، في حين بقي حضور عوالم الفانتازيا والخيال طفيفا نادرا

"بدون" الكويت

واحدة من المشكلات الأساسية في المجتمع الكويتي التي تناولها العديد من الروائيين، مشكلة "البدون" التي تعود إليها تسنيم الحبيب في روايتها "السقوط من جنة الأسماء" (دار التكوين) وتحكي قصة مجاب وأخته خولة، اللذين يمثلان وجهين مختلفين لمأساة "البدون" الذين سقطت عنهم الهوية، وضاعت منهم فرصة الحصول على الجنسية الكويتية. يمر مجاب بالعديد من المشاكل والصعاب تجعله يقرّر في النهاية الهجرة إلى أوستراليا في محاولة منه لنسيان أصله وماضيه، وهناك يكتشف أنه ليس وحده، بل هناك الكثيرون ممن تركوا أوطانهم مضطرين أو مختارين بحثا عن سماءٍ أخرى، وفي المقابل، تقرّر أخته خولة أن تعيش وتواجه حياتها داخل ما تعتبره وطنها الكويت، لكنها تعيش اغترابا من نوعٍ خاص داخل وطنها ومع من تعتبرهم أهلها، وتفصّل الكاتبة بين ما تعانيه البنت وأخوها، وتتوزع الرواية بينهما، ويتورّط القارئ في تلك الحالة التي لا يملك إلا أن يتعاطف معها، ويتساءل عن الوطن والانتماء، وذلك الصراع الداخلي الذي يدور في نفس كل واحدٍ منهما بعد كل أزمة تواجهه وكل مشكلة يقع فيها سواء في الداخل أو الخارج.

استطاعت تسنيم الحبيب أن تتمثل مأساة أبطال عملها، وأن تحكي عن "البدون" في الكويت بقدر كبير من الواقعية والتفصيل، أضافت إليه لغتها الشاعرية والدخول إلى التفاصيل النفسية لشخصياتها والتعبير عنهم بصدق.

 

بعيدا من السائد

أما الروائي الفلسطيني خليل ناصيف فاستطاع أن يعزف بعيدا عن الألم الفلسطيني المعروف، وآثر أن يكتب روايته "دومينو" (منشورات آيبدي) على نحو مختلف عن السائد، وبقدرٍ واضح من التجريب، من خلال حكايات مختلفة متصلة ومنفصلة، تدور في أزمان وأماكن مختلفة، وتجعل القارئ بحاجة إلى قدرٍ من التركيز لكي يجمع تلك اللقطات والمشاهد التي تبدو قطع بازل يعيد ترتيبها مرة أخرى حتى تتضح له الصورة. نتعرّف الى شخصيات الرواية المختلفة الذين لا تجمع بينهم إلا سطورها، ديما وسارة ورامي، في مراحل مختلفة من حياتهم وفي مواقف متعدّدة يمرون بها، يجمع بينهم ما يعانونه في مجتمعاتهم من عزلة واكتئاب وشعور بالغربة، من إسطنبول إلى ألمانيا ومن أميركا إلى رام الله، تدور الحكايات وتتعدّد، فنكتشف معاناة كل بطل منهم سواء في مراحل طفولته المبكرة أو التحديات التي واجهها بعد ذلك.

لا يكتفي خليل ناصيف بكون الرواية مبنية على شكل الحكايات المتصلة المنفصلة، وإنما يضيف إلى ذلك تغيير طريقة السرد من الراوي العليم إلى الرواي المشارك، ويساعده ذلك القطع في استخدام هذه التقنية، وجذب القارئ من جهة أخرى إلى تفاصيل حكايته من خلال التشويق بمشاهد مبتورة يحتاج القارئ للمواصلة حتى يعرف تفاصيلها ونتائج ما حدث فيها بعد ذلك.

هكذا اختلفت وتعدّدت مواضيع روايات القائمة القصيرة لجائزة كتارا وعوالمها، وظهرت في أكثرها العودة إلى التاريخ للكشف عن أحداثه والتعبير عنه، أو الاستعانة به لتقديم رؤية جديدة للواقع، كما ظهرت الحروب وما تخلّفه من دمار سواء في الماضي أو الحاضر في عدد من البلدان العربية، في حين بقي حضور عوالم الفانتازيا والخيال طفيفا نادرا.

تجدر الإشارة إلى أن جائزة كتارا تمنح أيضا لعدد من الروايات غير المنشورة، وصل منها إلى القائمة القصيرة ثلاث روايات من مصر: "فوق رأسي سحابة" لدعاء إبراهيم، و"كومالا ابن النار" لرامي رأفت، و"نافذة مستديرة لضوء القمر" لمحمود عبده،ورواية واحدة من كل من العراق ("ثلاثة أصوات ولا شيء مؤكد" لعلاء سالم)  ومن لبنان ("بقلبي أراك" لليندا أمين)، ومن سوريا ("مدينة يسكنها الجنون" لمحمد الدعفيس) ومن المغرب ("سعادة ثلاثون مترا" لإلهام زنيد) ومن الجزائر ("البروفات الأخيرة" لمصطفى بوري) ومن تونس ("نساء حي السرور" لعباس سليمان).

ومن المقرّر أن تعلن الجائزة الفائزين لهذا العام في الأسبوع العالمي للرواية في الفترة من 13 إلى 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

font change

مقالات ذات صلة