هشام شرابي كما عرفتهhttps://www.majalla.com/node/300221/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D9%87%D8%B4%D8%A7%D9%85-%D8%B4%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D9%8A-%D9%83%D9%85%D8%A7-%D8%B9%D8%B1%D9%81%D8%AA%D9%87
تروي الباحثة اللبنانية تهاني ضاهر سنديان التي كانت مقربة من المفكر الفلسطيني الراحل هشام شرابي وتلميذته خلال السنوات الأربع الأخيرة من حياته، ملامح من سيرته الفكرية والشخصية.
ولد المفكر الفلسطيني الأميركي هشام شرابي في الرابع من شهر أبريل/ نيسان 1927 لأسرة ميسورة في يافا في عهد الانتداب البريطاني وعاش سنوات حياته الأولى بين يافا وعكا. وفي العام 1947 انتقل الى بيروت ودرس في الجامعة الأميركية وتعرّف إلى فكر الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي أسسه أنطون سعادة، وانخرط في الحزب الذي كان من أهم التيارات السياسية والفكرية في العالم العربي في ذلك الوقت. فُجِع شرابي بإعدام انطون سعادة في لبنان في 1949 فرحل إلى الولايات المتحدة وعمل أستاذ التاريخ في جامعة جورجتاون،وكان من تلاميذه البارزين هناك الرئيس الأميركي بيل كلينتون.
وفي الولايات المتحدة بقي شرابي مسؤولا عن فرع الحزب السوري القومي من العام 1949 حتى العام 1955 حين انسحب منه. ودفعته هزيمة يونيو/ حزيران 1967 إلى تبنّي اتجاه يساري، وانتقل في 1970 إلى بيروت، وعمل أستاذا زائرا في الجامعة الأميركية. كما عمل في مركز التخطيط الفلسطيني وتولى بين 1971 و2002 رئاسة تحرير مجلة "دراسات فلسطينية". غير أنّ الحرب الأهلية اللبانية (1975- 1990) دفعته إلى الرحيل من جديد، وكتب كتابه اللامع "الجمر والرماد" في نقده حزبه السابق والثقافة العربية التلقينية والأبوية، ونشره في بيروت سنة 1977، وكان من عوامل شهرته كاتبا وباحثا ومفكرا.
في مطار حيفا كان عوز في انتظاره، حاملا باقة من أعشاب فلسطين وقال له: "قبل أن تطأ قدمك أرض فلسطين من جديد، هذه الباقة من أعشاب بلادك التي عشقتها يوم كنت تعيش فيها"
أدونيس وغسان تويني
توقف شرابي عن التدريس في جامعة جورجتاون في 1998، وانتقل إلى لبنان في العام نفسه، وبقي فيه حتى وفاته في 13 يناير/كانون الثاني 2005، فدُفِن في مدفن العائلة في الباشورة وسط بيروت. كان من التقليد الذي يُراعى ألّا يكون هناك نساء في مراسم الدفن. لكن في يوم دفنه حضرت مراسم الدفن السيدة سلام ابراهيم زوجة صديقه علي حمية. وكان صديقه الشاعر أدونيس من الذين أبّنوا شرابي، فاستذكر ما جذبهما إلى الحزب السوري القومي الاجتماعي: العلمنة التي يمكنها التأسيس لمجتمع مدني. تخطى الانتماءات العرقية وما قد يرتبط بها من ممارسات العنصرية. وتبنى 'الخلاسية الحضارية توكيدا على التعدد والتنوع والاختلاف والانفتاح الخلاق والتفاؤل السمح"، بحسب أدونيس.
فلسطين وعاموس عوز
قرأتُ كلَّ ما كتبه هشام شرابي من مؤلفات ودراسات ومحاضرات، لكن اثنين من كتبه ("صوَرٌ الماضي" و"الجمر والرماد") قرأتهما مرارا. في "صور الماضي" يستعيد شرابي ذكريات من مشاهد ومشاعر وأفكار تعود إلى طفولته وصباه في فلسطين، قبل أن يغادرها في العشرين من عمره إلى رأس بيروت للدراسة في الجامعة الأميركية. وبعد تخرجه فيها سنة 1947، هاجر إلى الولايات المتحدة الأميركية، فتابع دراساته العليا وأبحاثه وتدريسه في جامعاتها وحصل على الجنسية الأميركية، من دون أن تقتلعه الهجرة من موطنه المحتل فلسطين، فبقيت جذوره مغروسة فيه.
حمل في جوارحه مذاق عنب الخليل ورام الله، منذ كان صغيرا. وكان يعشق بصورة خاصة نبتة تسمّى في فلسطين "العطرة" وفي جنوب لبنان "عطرونة". وفي منتصف التسعينات وثّق الروائي الإسرائيلي عاموس عوز (1939 - 2018) زيارة هشام شرابي إلى مدينته يافا بعد 46 سنة على غيابه عنها. وذلك بناء على دعوة تلقّاها شرابي من صديقه الروائي الإسرائيلي. وفي مطار حيفا كان عوز في انتظاره مع أصدقاء فلسطينيين كثيرين، فاستقبله حاملا باقة من أعشاب فلسطين وقال له: "قبل أن تطأ قدمك أرض فلسطين من جديد، هذه الباقة من أعشاب بلادك التي عشقتها يوم كنت تعيش فيها: سرّيس وخروب وياسمين وعطرة".
وفي المقهى الذي استقبله فيه عوز على شاطئ يافا، سرح نظر شرابي طويلا في أمواج البحر المتهادية وسافر عائدا إلى سنوات طفولته وصباه التي قضاها على ذاك الشاطئ، ولم يقطع وقت انسراحه ذاك سوى صوت عوز يسأله: "هل يبدو لك البحر كما كان؟"، فأجابه شرابي: "البحر كما كان تماما. الأمواج كما أذكرها تماما. ولكن لا أعرف ما إذا كان الاحتلال قد أفسد البحر. يجب أن أُلقي نظرة عن كثب لكي أعرف".
كان هشام شرابي قلِقا، بلكان القلق بذاته. وكان طلال سلمان (1938 - 2023) يعجب ممن يصادق هشام شرابي، بل يعجب من نفسه، فهو صديقه الحميم، وتساءل مرة: "صداقة هشام متعبة جدا. فكيف تصادق القلق؟". أما الياس شوفاني الذي درّس في جامعة جورجتاون في واشنطن صيف عام 1967 فأسّس مع شرابي مجلة *Free Palestine.وكانت مكتبة رأس بيروت قبالة الجامعة الأميركية - أسّسها سنة 1949 أنطون غطاس كرم (1919 - 1979) وهو أستاذ الأدب العربي في الجامعة الأميركية في بيروت - تقوم بدور ثقافي استثنائي ومميز في الحراك الثقافي الذي عايشه شرابي وكان من رواده في بيروت. فقد كانت حسبما وصفها أنيس صايغ (1931 - 2009) "الضلع الثالث في مثلَّث إشعاع يضمّها مع الجامعة الأميركية ومطعم فيصل". وكان المؤرخ كمال الصليبي (1929 - 2011) يراها "ملتقى ورابطة بين محبّي القراءة".
وكانت تربط شرابي علاقة صداقة وأخوّة متينة بمنير بشور أستاذ التربية في الجامعة الأميركية وزوجته كاتي التي كان له معهما موعدا ثابتا للغداء في منزلهما يوم الجمعة من كل أسبوع. وكان أدونيس عندما ياتي لزيارته قادما من بلدته السورية جبلة، يحمل له "الزوّادة": جبنة وشنكليش من لبن الماعز والزعتر البلدي.
كان هشام شرابي ينتمي إلى كوكبةٍ من المفكرين الفلسطينيين الذين كرسوا حياتهم لخدمة فلسطين والعالم العربي من خلال أبحاثهم وأعمالهم الأكاديمية في البلدان التي عاشوا فيها وبخاصة في الولايات المتحدة الأميركية، أمثال أدوار سعيد والياس شوفاني وحليم بركات وإبراهيم أبو لغد وسميح فرسون ونصير عازوري.
أمسيات السعادة الموسيقية
عرفتُ شرابي وفكره في مرحلة تحولاته الأخيرة، مرحلة النضوج والاكتمال. فالقدر لا يلعب لعبته إلا لينسج بطانة خفيّة للأحداث والوقائع. فلم أعرف هشام إلا في المرحلة الأخيرة من حياته، وكان قد تملّكه المرض، فبذلت كل ما في وسعي لأعينه على التشبّث بالحياة. كان يحبّ الموسيقى الكلاسيكية ولا يملّ من الاستماع إلى سيمفونية "كسارة البندق" للموسيقار الروسي تشايكوفسكي. وكان يستمع بلا ملل إلى موسيقى غوستاف مالرو ويعشق المغنّية الإفريقية سيزاريا إيفورا ذات القدمين الحافيتين، والغنية بالكرامة وعزة النفس.
كان هشام شرابي ينتمي إلى كوكبةٍ من المفكرين الفلسطينيين الذين كرسوا حياتهم لخدمة فلسطين والعالم العربي من خلال أبحاثهم وأعمالهم الأكاديمية في البلدان التي عاشوا فيها
كانت الساعتان بين الخامسة والسابعة مساء، الوقت الذي يسميه شرابي "وقت السعادة" وفيه يمارس ما يمكن تسميته "طقوس هشام شرابي". وحينما ينتهي من السباحة في مسبح الريفييرا (القريب من منزله البيروتي) كان ينتقل إلى مقهى "سيتي كافيه" في رأس بيروت، حيث يلتقي الأصدقاء حول كأس من النبيذ الأبيض، أو يتناول العشاء. زكان الأمل والتفاؤل سلاح شرابي في مواجهة المرض ومعالجته ولاسيما العلاج الكيماوي الذي كان يُصيبه بإعياء شديد. فكان يمحو تعبه بحضور الأفلام السينمائية التاريخية والعاطفية على شاشة كبيرة في منزله.
لبنان وفلسطين
أبرز ما تميّز به هشام شرابي هو القراءة العميقة للتاريخ ومحاولة فهم الأوضاع الراهنة في ضوئه. ومن أبرز مؤلفاته التي كان لها أكبر تأثير على الفكر النقدي العربي المعاصر: "المثقفون العرب والغرب" (1971)، "مقدمات لدراسة المجتمع العربي" (1975)، "النظام الأبوي" (1988) و"النقد الحضاري للمجتمع العربي" (1991). وفي 1981 وضع مقدمة الكتاب الذي أعدّه صالح برانسي بعنوان "النضال الصامت: ثلاثون سنة تحت الاحتلال الصهيوني".
أنشأ شرابي عددا من المؤسسات التي تهدف الى تحقيق فهم افضل للعالم العربي والقضية الفلسطينية. ومنها "مركز الدراسات العربية المعاصرة" في جامعة جورجتاون (1975) و"مركز التحليلات السياسية حول فلسطين" (Center for Policy Analysis on Palestine) في واشنطن في 1990 وترأسه حتى وفاته، و"صندوق القدس" (The Jerusalem Fund for Education and Community Development)لتقديم مساعدات للطلاب الفلسطينيين.
ورغم إقامته سنوات طويلة في الولايات المتحدة وحصوله على الجنسية الأميركية، فقد ظلّ على اتصال مستمر بلبنان وفلسطين. ومع انه لم ينل الشهرة والنفوذ اللذين نالهما إدوارد سعيد، فإنه كان أكثر التصاقا منه بالمجتمع العربي. فقد صنعت تفكيرَه الثقافة الغربية، وانتفع بمناهج بحثها. لكنه ظلّ على الدوام مفكرا عربيا.
ثلاثة موضوعات استأثرت بتفكير شرابي وأعماله الأكاديمية: القضية الفلسطينيةوالهوية العربية والأنظمة الأبوية في العالم العربي.غير أنّ منظمة التحرير الفلسطينيةلم تُفد من كفاءاته، بل كانت تتعمّد تجاهله أحيانا. وهي تجاهلت النخب الفكرية الفلسطينية، حسب حنان عشراوي التي كانت تقول إنّ "رأس الهرم في القيادة الفلسطينية كان يخشى أي شخصية محسوبة على التيار المثقف والذي يتواصل مع الغرب بلغة واثقة وتقنية عالية".
شرابي وعرفات
كان شرابي يدرك أنه يستمدّ القبول الأول من موقعه الأكاديمي، كإدوارد سعيد وإبراهيم أبو لغد وآخرين. وقد أتقن الخطاب العربي الموجّه إلى الغرب، بتفكيك الهوية العربية وما فيها من موروثات ثقافية وسياسية، مع التركيز على القضية الفلسطينية. فلماذا لم تُفد منظمة التحرير الفلسطينية من آليات الخطاب الموجّه للغرب، الذي احترفه كلٌّ من شرابي وأبو اللغد وسعيد، بدلا من التخبط والظهور بسويّة متواضعة عند الترافع عن الحق الفلسطيني في المحافل الدولية؟
بعد توقيع اتفاق أوسلو للحكم الذاتي (1993) تمكن شرابي من زيارة يافا للمرة الأولى بعد خمسين عاما من مغادرته إياها. لكنّه تحوّل بعد فترة وجيزة إلى أحد أشرس منتقدي ذلك الاتفاق. فأسس في أواخر التسعينات إحدى الهيئات البارزة للدفاع عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى فلسطين.
يوم وفاة ياسر عرفات (1929 - 2004) حضر هشام مراسم الدفن، فبكى على الرغم من بعض الخلافات التي كانت بينهما، خصوصا بعد توقيع عرفات اتفاق أوسلو. لكن السؤال الذي ظلّ يؤرّق شرابي هو: كيف مات أبو عمار؟ وكانت سهى جبران الطويل أرملة عرفات، قد طالبت فرنسا بنشر التقرير الذي يوضح كيف جرى تسميم القائد الفلسطيني الراحل، فامتنعت فرنسا عن تلبية طلبها. ثم صدر لاحقا عن السلطات السويسرية تقرير من هذا النوع.
بيت من كتب
في العام 1947 كان شرابي قبل مغادرته حيفا في التاسعة عشرة من عمره قد حمل معه صورا فوتوغرافية التقطت لهفي حيفا ويافا وعكا ورام الله وبيروت وسوق الغرب وعاليه. علّقها أمامه على حائط مكتبه في أميركا: صورته وهو يصطاد السمك بالقصبة والصنارة في بحر عكا مقابل بيت جدّه المطِلّ على الشاطئ. وصورة بركة الشيخ أسعد ومن خلفها سور عكا، ويبدو في الأفق البعيد جبل الكرمل.
لا أنسى ردّه على سؤال الطاهر لبيب له ذات مرة بعد عودته من السباحة: "كيف كانت السباحة اليوم يا هشام، هل سبحتَ جيدا؟" فأجابه شرابي: "هذه المرة لا أعرف لماذا كان الموج هو الذي يدفعني، ولا قدرة لديّ على دفعه"
حاول شرابي في العام 1974 العودة إلى لبنان والإقامة فيه والتدريس في الجامعة الأميركية في بيروت - على ما روي في "الجمر والرماد" - لكن نشوب الحرب في لبنان سرعان ما طرده مجددا إلى أميركا. وفيإقامته وعمله في الولايات المتحدة، صرف معظم وقته وجهده لقضية فلسطين ومدافعا بالكلمة عن القضايا الأساسية للأمة العربية.
ومن كان يدخل إلى بيت هشام شرابي يشعر أن الرجل لم يكن يملك سوى الكتب والهمّ القومي وقضية فلسطين. أما كتابه "الجمر والرماد" فيروي فيه محطات أساسية في حياته الفكرية في بيروت الأربعينات والنصف الأول من الخمسينات عندما كان عضوا بارزا في الحزب السوري القومي ومساعدا أساسيا لمؤسسه وزعيمه أنطون سعادة، قبل خروجه من الحزب ورحيله إلى أميركا. وقد تُرجِم "الجمر والرماد" إلى الفرنسية وكتب مقدمة الترجمة غسان تويني.
الأسرة والسلطة واللغة
طرح شرابي في مؤلفاته القضايا الفكرية الكبرى في العالم العربي: الحرية وقضايا التحرر ومشكلات التخلف في المجتمعات العربية، ومسألة الهوية والتربية الأُسرية. وهو عُرِف بأبحاثه في النظام الأبوي وآثاره على المجتمعات العربية. فرسم صورة الوضع العربي استنادا إلى الصلة الوثيقة بين المثقف والسلطة في كتابه "أزمة المثقفين العرب" الذي بحث فيه أزمة الواقع العربي والبنية البطريركية وكارثة حرب 1967.
جمع شرابي في فكره الإشكالي بين الفلسفة والتاريخ والاجتماع والسياسة، فلم يفصل في تشخيصه الأمراض المتأصلة في المجتمع الأبوي (البطريركي) العربي، بين الأسرة والطفل والمرأة والسلطة واللغة.
كان شرابي زاهدا في ما يجنيه من عوائد عمله الأكاديمي الذي استمر نحو عقود خمسة في مختلف الجامعات الغربية، خصوصا جامعة جورجتاون في واشنطن. وفي شبابه تأثّر بفكر أنطون سعادة. وهو يصِف ذاك التأثير بقوله: "كان لسعادة تأثير طاغ في نفسي، حتى أنني لم أعُد أرى لنفسي مستقبلا خارج الحزب، ولا عملا إلا داخله".
قالب الحلوى الأخير
كانت رفقتي لهشام شرابي في لبنان، خلال السنوات الأربع الأخيرة من حياته، فكرية ومعرفية. فعِشتُ بين أصدقائه وأصحابه ومريديه ومحبّيه، وتعلّمتُ منهم ومنه الكثير.وبلغ من عرفاني بالجميل إلى ملهمي وأستاذي هشام شرابي أني أهديتُه أعمالي الأكاديمية. منها "الذاكرة والتاريخ في سيرة مثقف عربي: هشام شرابي أنموذجا". ولا أنسى حفل ميلاد شرابي الأخير في الرابع من شهر أبريل/ نيسان 2004 حين تسابقنا على الإمساك بيده وهو يقطع قالب الحلوى. ولا أنسى ردّه على سؤال الطاهر لبيب له ذات مرة بعد عودته من السباحة: "كيف كانت السباحة اليوم يا هشام، هل سبحتَ جيدا؟" فأجابه شرابي: "هذه المرة لا أعرف لماذا كان الموج هو الذي يدفعني، ولا قدرة لديّ على دفعه".
بعد فترة وجيزة توفى شرابي في 13 يناير/ كانون الثاني 2005.
اربع سنوات هي المدة التي كان من حُسْنِ طالعي أن أكون فيها قريبة من هشام شرابي فكرا وإنسانية وخلقا. فكانت لي تلك السنوات زادا معنويا يكفيني حياة بأكملها. ولكني مع ذلك، كنتُ دائمة التساؤل مع شاعرٍ قديم:
أوَليس من إحدى العجائب أنني/ فـارقـتـه وحَـيـيـتُ بَـعـد فـراقـه؟