أما الشاعر الفلسطيني خالد جمعة فيرى أن مشاركة الكتّاب العرب على أرض فلسطين، "تساهم في اختلاف زاوية الرؤية للمكان، وهذا ينطبق تماما على معرفة فلسطين، فالمشاركة عن كثب تقدّم الصورة المباشرة والواضحة والحقيقية، وتنقل عبر هؤلاء الزوار التفاصيل التي تغيب عادة عن الإعلام. أما على مستوى الثقافة، فإقامة المعرض في حضور ضيوفه العرب يكسر الصورة النمطية التي يعرفها المثقف العربي عن فلسطين، إذ أن هذه الصورة تتمحور حول الاستشهاد والاعتقال وهدم البيوت، وقلما يتم التطرق الى الثقافة اليومية، والمعرض يكسر هذا النمط".
وفي ما يتعلق بالمحاور الثقافية المتداولة خلال هذا المعرض ومعارض الكتاب السابقة في فلسطين، يرى خالد جمعة أهمية تجديد الطرح، وتدوير العملية الثقافية، عبر طرح موضوعات جديدة.
يقول: "هناك موضوعات متكررة على مدار المعارض السابقة مثل النشر وأزماته، والمسرح والتمويل... الخ، فكان من الأجدى طرح الثقافة الشعبية الفلسطينية في محاور مركزية، بمعنى، إصدار الأعمال المهمة القديمة في طبعات شعبية رخيصة الثمن على سبيل المثل".
متاعب التنقل
يقول الشاعر المغربي حسن الوزّاني، وهو أحد المشاركين في فعاليات المعرض: "هنالك متاعب كبيرة واجهتها، خلال التنقل والدخول إلى فلسطين بسبب الاحتلال، لكننا كنا بحضورنا نوجه رسالة إلى المحتل بأن فلسطين ليست وحدها".
ويكمل الوزاني: "إن التواصل مع الكتّاب الفلسطينيين، والقائمين على المعرض، هو بمثابة تحدٍّ للظروف القاسية التي يضعها الاحتلال دوما في وجه فلسطين والمحبين لها".
ويضيف الشاعر المغربي: "إن ما يميز معرض فلسطين عن المعارض العربية كافة، هو تلك الرسالة التي يحملها، فوجوده في سياق الاحتلال الإسرائيلي يعتبر تعزيزا للثقافة الفلسطينية".
مغامرة
وفي جانب دور النشر العربية المشاركة، فإن المشاركة في معرض فلسطين للكتاب، تعتبر مجازفة كبرى، خاصة أن نقل الكتب والمعدات اللوجستية الخاصة بعرضها في الحدث، يعتبر أمرا شاقا ومكلفا، لكن اللافت أن عدد دور النشر العربية في تنامٍ بين عام وآخر، ويتعزز إقبال دور النشر العربية على الرغم من الظروف كافة.
في هذا السياق يرى خالد الناصري، صاحب ومدير "منشورات المتوسط"، أن مشاركته كناشر، في معرض فلسطين الدولي للكتاب، تحمل مغامرة كبرى من حيث المبدأ، لكنه يؤكد أن الحضور إلى فلسطين واجب رغم كل الظروف.
يقول الناصري: "نواجه إشكالية كبيرة في شحن الكتب إلى فلسطين، عبر المعابر، من خلال الاحتلال. فالوضع الاستثنائي الذي تجبر عليه فلسطين، يضع الناشر أمام مغامرة معقدة، حال المشاركة، فلا يتوانى الاحتلال عن تعطيل نقل الكتب، أو تركها على المعابر، حتى التلف، بحجج الأعياد والعطل الرسمية لديه، أضف إلى ذلك الأجرة العالية لشحن الكتب، التي يضعها الاحتلال في وجه الناشرين".