بينما كانت قوات معمر القذافي تتقدم نحو مدينة بنغازي في ربيع عام 2011، استخدم المجتمع الدولي مبدأ "المسؤولية عن الحماية" (R2P) للتدخل في ليبيا لمنع ارتكاب إبادة جماعية محتملة.
ويتعين على هذا الواجب الأخلاقي الذي دفع بهذا التدخل أن يوجه أفعال المجتمع الدولي في أعقاب الفيضانات التي دمرت شرق ليبيا وأسفرت عن وفاة الآلاف من الليبيين والمهاجرين الأبرياء.
وكان عدد الأشخاص الذين لقوا مصرعهم في ليبيا خلال أربع وعشرين ساعة فقط أعلى بكثير من أعداد القتلى في أي من الصراعات التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الاثنتي عشرة الماضية.
وكان الحجم المروع للكارثة التي وقعت في مدينة درنة الساحلية هو الحصاد المرير للعوامل الكارثية كتغير المناخ، وعقود من الإهمال المؤلم للبنية التحتية، وسنوات من الصراع الوحشي والعنيف، وفوضى وتقسيم إداري، وقدر كبير من عدم الكفاءة.
وكان من المشجع أن نرى تدفق المساعدات الليبية والدولية لضحايا هذه الكارثة؛ إذ تلاحم الليبيون بشكل غير مسبوق، وتوجهت قوافل المساعدة من المنطقة الغربية للبلاد باتجاه الشرق، وكرست المؤسسة الوطنية للنفط إحدى سفنها لنقل المساعدات الملحة. وقدم أوائل المستجيبين للأزمة، وبالأخص الهلال الأحمر الليبي، أداءً بطوليا؛ حيث وقع الكثير من كوادره أنفسهم ضحية للعاصفة وتوابعها.