في أوائل القرن التاسع عشر، كان علماء الفلك يحاولون فهم مدارات الكواكب الخارجية، وبخاصة كوكب أورانوس الذي اكتشفه السير ويليام هيرشل في عام 1781.
كانت حركة ذلك الكوكب غامضة تماماً؛ فمداره المرصود لم يتطابق مع التنبؤات النظرية المستندة إلى تفاعلات الجاذبية مع الكواكب المعروفة مثل المشتري وزحل. لذا، استنتج العلماء وجود جرم سماوي غير معروف يؤثر على مدار أورانوس.
بدأ عالم الرياضيات الفرنسي، أوربان لو فيرييه، وعالم الفلك الإنكليزي، جون كوتش آدامز، العمل على نحو مستقل على هذه الظاهرة في منتصف القرن التاسع عشر. واستخدما الانحرافات المرصودة في مدار أورانوس لحساب الموقع والكتلة المحتملين لكوكب غير مرئي قد يتسبب بهذه الاضطرابات.
كتب لو فيرييه رسائل إلى العديد من علماء الفلك البارزين في جميع أنحاء أوروبا، من ضمنهم يوهان غوتفريد جالي في مرصد برلين، موضحا تفاصيل حساباته والموقع المتوقع للكوكب الجديد. وكانت تنبؤات لو فيرييه دقيقة للغاية الى درجة أنه حدد المكان الذي ينبغي لعلماء الفلك أن يوجهوا تلسكوباتهم إليه للعثور على الكوكب الجديد.
وفي مساء 23 سبتمبر/أيلول 1846، وجه جالي تلسكوبه إلى الموقع الذي حدده لو فيرييه ليجد كوكبا جديدا، تتطابق أوصافه مع بيانات العالم الفرنسي. انتشرت الأخبار في العالم، وتحدثت الصحف عن الوافد الثامن في مجموعتنا الشمسية: كوكب "نبتون".
لكن اكتشاف الكوكب أظهر مُعضلة جديدة. فمداره هو الآخر لا يتفق مع التوقعات النظرية. وبالتالي، بدأ العلماء في البحث عن كوكب آخر تؤثر كتلته في الكوكب الجديد. وبالفعل، تمكنوا من العثور على جُرم سماوي صغير أطلقوا عليه اسم "بلوتو".
كوكب جديد
إلا أن كتلة "بلوتو" الصغيرة والمسافة المهولة التي تفصله عن "نبتون" لا يمكن أن تتسبب بانحرافات في مدار الأخير. لذا، اقترح العلماء وجود كوكب آخر، أطلقوا عليه اسم "أكس"، يقع بالقرب من "نبتون".
الآن، وبحسب دراسة حديثة نُشرت نتائجها في الدورية الفلكية، يبدو أن العلماء عثروا على كوكب جديد، بعدما قام باتريك صوفيا ليكوكا من جامعة كينداي في اليابان، وتاكاشي إيتو من المرصد الفلكي الوطني في اليابان أيضا، بالتحقيق في الأجسام العابرة لـ"نبتون" والسلوكيات المدارية الغريبة.