تجاوزت الفنانة السعودية غادة الحسن شكل اللوحة التقليدي المحدود بين الزوايا الأربع وقدمت العديد من الأعمال على شكل مثلث أو دائرة، وذهبت في مرات أخرى للتعبير عنه بطريقة المجسّمات التي قدّمت فيها أيضا عددا من الأشكال الهندسية مثل الهرم، لتعبر من خلال كل ما تقدمه عن رؤية خاصة تتجدّد بالخبرة والإنجاز المستمر.
تقول: "الفن وسيلة تعبير عن ذاتي في هذه اللحظة الراهنة، وسيلة للتحدث بصوت عال عن أفكاري وتساؤلاتي وفلسفاتي وحتى عن سذاجاتي، ليس من وظيفة الفن في نظري أن يناقش قضايا ولا أن يحمل شعارات ولا أن يحلّ كوارث، فتلك لها مسارات أخرى، لكن الفنّ الصادق ما ينبع من داخلك ويتحدث بلسانك. الفن باختصار أن تكون أنت".
وتوضح: "الفن التشكيلي اليوم ليس نفسه بالأمس، فهو في حالة من التطوّر والتوسّع وكلما انفتح العالم أمامنا اتسعت رؤيتنا وتغيرت أفكارنا، ما عاد للفن التشكيلي أسلوب واحد أو خامة واحدة، بل أصبحت كل الأساليب والخامات تصبّ في صالح فكرة الفنان بالطريقة التي يرغب بها في التعبير عن نفسه".
التحقت غادة الحسن الحاصلة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية، بالعديد من الدورات الفنية في مجالات الرسم الزيتي والألوان المائية والكولاج. تؤكد: "لم تكن لدي خيارات واسعة في الدراسة كي أحدد الطريق المناسب لأتبع شغفي، كانت لدينا جامعة واحدة بفرعيها الآداب والعلوم، وقسم اللغة العربية كان واحدا من ثلاثة تخصصات متاحة في كلية الآداب لم أكن أميل لأي منها، ولكنه كان الأقرب إلى طبيعة حياتي ونشأتي في كنف والدي الشاعر علي الحسن الذي غرس فينا -أنا وأخوتي- حب القراءة والاطلاع على الآداب العربية والعالمية منذ وقت مبكر. ربما لم أتمكن من التعلّق بتخصصي هذا إلا بعد سنوات من التعمق في دراسته ومعرفة أسراره ودهاليزه، غير أنني أعترف بأنه أثّر بشكل كبير على شخصيتي وطريقة تفكيري وميلي للبحث المستمر والعميق في كل ما يثير فضولي".