تجلّت معالم الثقافة الإلكترونية السعودية في أبهى حللها، خلال بطولة الألعاب والرياضات الإلكترونية "موسم الغيمرز" السعودي الذي اختتم نسخته الـ 23 أخيرا بعد أشهرٍ حفلت بالابتكار الإبداعي والفنون. وأثبت هذا الموسم كسابقه أن الألعاب الإلكترونية ثقافة مجتمعية لها شريحة مليونية من المهتمين والمتابعين. إذ يظهر أي استطلاع للرأي حول هذه الألعاب أن جميع أطياف المجتمع الخليجي منجذبون إليها، وإن تصفَّحتَ بعض جوالات الخليجيين عموما، والسعوديين خصوصا، لوجدت تلك الجوالات تحوي عددا من الألعاب المفضَّلة لدى ممارسيها.
سوق بالمليارات
تطوَّرت تلك الألعاب، وأثار عدد منها جدالًا واسعا انتصر فيه شغف اللاعبين، حتى أنك قد تجد البعض يشتري أحدث الجوالات من أجل متابعة أحدث ما تطلقه الشركات من تحديثات جديدة، ليس بصورة أسبوعية أو شهرية أو سنوية، بل قد تطرأ تحديثات يومية على اللعبة الواحدة، الأمر الذي يثير شغف المتبارين للحصول على أحدث التكنولوجيا من أجل مواكبة تلك الألعاب.
وعلى الرغم من الصراعات والتحذيرات التي تفرزها عوالم الـ"سوشيال ميديا" حول الكثير من هذه الألعاب، إلا أن الشركات تتبارى في تحديثها، وتنفق ملايين الدولارات من أجل تطويرها، وإضافة المزيد من الإثارة، والعديد من المهارات، والتحفيز عليها، ممَّا يجعل الاستغناء عنها، وعدم ممارستها أمرا في غاية الصعوبة، بل مستحيلًا في ظل التحديات التي ذكرناها سابقا!
ما من شكّ في أن تلك الشركات لا تنفق هذه الأموال الطائلة هباء، ذلك أن مردود ذلك الإنفاق يعود أضعافا مضاعفة، حتى أننا نجد شركات عملاقة تحقق ما يقرب من موازنة دول في آسيا أو أفريقيا من تسويقها لهذه الألعاب.
لو ألقينا نظرة على أفضل عشر ألعاب إلكترونية في العالم، لوجدنا أن "بارتي آي" تأتي في المقدمة، وتحلّ بعدها لعبة "بول هيد"، ثم "فيفا"، و"أمونغ أس" و"ببجي"، لتتوالى بعدها ألعاب ذات شعبية واسعة.