خطت المملكة العربية السعودية مسافة متقدمة في التعامل مع تحديات ثورة الذكاء الاصطناعي، وتضطلع الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي "سدايا" بدور محوري كونها المرجع الوطني لكل ما يتعلق بالبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة وصاحبة الاختصاص الأصيل في كل ما يتعلق بالتشغيل والأبحاث والابتكار في هذا الشأن، وتحضير المناخ التشريعي والتنظيمي والأخلاقي لـكل ما يتعلـــق بالبيانات مـــن ضوابط ومعاييـــر، وبناء القدرات البشرية الوطنية وتجهيز البنى التحتية، وإطلاق المبادرات وتقديم حزم التحفيز لرواد الأعمال الشباب والمرأة، وتمكين التحول الرقمي للجهات الحكومية والقطاع الخاص.
للإطلاع على ما أنجز حتى الآن والمشاريع المستقبلية، حاورت "المجلة" المشرف على أعمال المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع للهيئة الدكتور ماجد بن محمد التويجري:
ما هي رؤيتكم للسرعة الفائقة التي يتطور فيها الذكاء الاصطناعي، وكيف يستفيد منه المواطن السعودي حاليا، وفي المستقبل؟
دخل الذكاء الاصطناعي في مختلف استخدامات الإنسان اليومية، وهو ليس تقنية ثابتة بل يتمتع بالمرونة والتطور السريع ويعتمد على معالجة البيانات وتحليلها باستخدام تقنيات متقدمة في الحوسبة الحديثة وتعلم الآلة التي يمكن تطبيقها على العديد من المجالات الحيوية التي تتغلغل استخداماتها في حياتنا المعاصرة وتتطور مع الزمن، ويبقى المهم توظيف هذه التقنيات في تحقيق التنمية لدول العالم بما يعود بالنفع على البشرية.
نعمل في "سدايا" على التمكين الرقمي للقطاعات الحكومية والخاصة، وتحقيق الافادة المثلى من تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي لينعكس ذلك على تحسين الخدمات المقدمة إلى المواطن والمقيم في المملكة. قدمت "سدايا" العديد من المبادرات التقنية حتى الآن، وتم تفعيل دور الشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، في إطار عمل حكومي منظم بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030، وقدمت المملكة للعالم أفضل صورة لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال مدينة المستقبل "ذا لاين"، وهو مشروع تنموي أطلقه الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، للإفادة من البيانات الجغرافية المكانية في وقف التصحر والزراعة العشوائية والحفاظ على البيئة. لدينا طموحات نعمل عليها في إنشاء المدن الذكية التي تعد مستقبل العالم في ظل ما نعيشه من تحولات كبيرة في المجتمعات، فضلا عن إنشاء تطبيقات مجدية وفاعلة للذكاء الاصطناعي لمختلف الجهات الحكومية بشكل مباشر أو من خلال الشراكات وحاضنات الأعمال وتطوير الكوادر الوطنية ودعم تعليم الذكاء الاصطناعي.
كيف يساهم الذكاء الاصطناعي في المساعدة على تحقيق رؤية السعودية 2030؟
تساهم البيانات والذكاء الاصطناعي في تحقيق رؤية المملكة 2030 حيث يرتبط نحو 66 هدفا من أهداف الرؤية المباشرة وغير المباشرة بهما وذلك من أصل 96 هدفا، ويتمثل دور “سدايا” في قيادة التوجه الوطني في هذا المجال، للارتقاء بالمملكة إلى الريادة ضمن الاقتصادات القائمة على البيانات والذكاء الاصطناعي ولتحقيق أهداف التنمية المستدامة في إطار رؤية السعودية 2030 بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
من هذه الجهود، تمكين التحول الرقمي للجهات الحكومية والقطاع الخاص، ودعم برنامج جودة الحياة، حيث أنشئ مركز التميُّز للمدن الذكية ويضم: المنصة الوطنية للمدن الذكية، منصة “سواهر” وما تشتمل عليه من مؤشرات تشغيلية حية لمتابعة القطاعات الأمنية والحيوية في مدينة الرياض، ولدعم المشغلين في مراقبة مستوى الخدمات، بهدف رفع مستوى جودة الحياة، بالإضافة إلى توفير مؤشرات استراتيجية وتحليلات متقدمة ونماذج محاكاة تدعم بناء الخطط والتوجهات المستقبلية في المدن.