يعتبر قطاع النقل الجوي في السعودية إحدى أكثر الأذرع الاقتصادية التي يعوّل عليها للمساهمة الإيجابية في الناتج المحلي، وتوفير فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، إضافة إلى دوره المحوري في منظومة قطاع النقل والخدمات اللوجستية، بما ينعكس إيجابا على قطاعات أخرى مثل الصناعة، والتجارة، والسياحة، والترفيه، والرياضة، وغيرها من القطاعات التي تشكّل جزءا أساسيا من رؤية السعودية 2030.
أخيرا، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني في البلاد اعتماد لائحة جديدة لحماية حقوق المسافرين، لتحل محل اللائحة التنفيذية لحماية حقوق العملاء، مع تحول السعودية إلى واحدة من الوجهات العالمية الأكثر استقطاباً واهتماماً. وسيبدأ العمل باللائحة الجديدة في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
تمضي السعودية قدماً في رسم ملامح مهمة جداً لمستقبل قطاع الطيران المدني وإرسائها على أرض الواقع، وقد شرع صندوق الاستثمارات السعودي في تأسيس شركة "طيران الرياض"، الناقل الجوي الوطني الجديد، للمساهمة في تطوير قطاع النقل الجوي، وتعزيزاً لموقع المملكة الاستراتيجي الذي يربط بين ثلاث من قارات العالم، آسيا وأفريقيا وأوروبا، مما يساهم في رفع القدرة التنافسية للشركات الوطنية وفق أهداف رؤية السعودية 2030.
للطيران الجوي السعودي دور محوري لا يتوقف عند حركة المسافرين فقط، بل إنه ركيزة أساسية لنجاح منظومة قطاع النقل والخدمات اللوجستية، في وقت تعمل فيه السعودية على رفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق الفرص الاستثمارية، وتوفير فرص العمل، ومساعدة باقي القطاعات الاقتصادية والصناعية على النجاح والتطور والنمو.
تهدف اللائحة الجديدة لحماية حقوق المسافرين إلى المساهمة في الارتقاء بخدمات النقل الجوي، وتعزيز كفاءتها، وتحسين تجربة المسافر من المملكة وإليها وداخلها، عبر تقديم أدوات الرعاية والمساندة اللازمة، وكذلك لتحقيق نقل منظم وآمن ومراعٍ لاحتياجات المسافر.
تضمنت اللائحة 30 مادة تكفل للمسافر الحصول على الرعاية والمساندة والتعويضات في حال تقديم الرحلات أو تأخيرها أو إلغائها، وكذلك في حال رفض استقلال الرحلة بسبب الحجز الفائض، أو خفض الدرجة. وتصل بعض التعويضات إلى 150 في المئة و200 في المئة من قيمة التذكرة.
كما كفلت اللائحة الجديدة تعويضات للمسافرين في حال إضافة نقطة توقف لم تُعلن عند إتمام الحجز، وأوضحت التزامات كل من المسافر والناقل الجوي، فيما عالجت حقوق المسافرين من الأشخاص ذوي الإعاقة والمتطلبات الخاصة، وكذلك كفلت اللائحة حقوق المسافرين في حالات النقل العارض، ومنها على سبيل المثل رحلات العمرة والحج الموسمية.