"البطل الذي لم يُهزم".... إلى السعودية لـ "كتابة التاريخ"

تايسون فيوري سيُدشن "موسم الرياض" في نزال تاريخي

Reuters
Reuters

"البطل الذي لم يُهزم".... إلى السعودية لـ "كتابة التاريخ"

عندما تريد المملكة العربية السعودية أن تكون مدرجة في المراكز الأولى على خريطة السياحة العالمية، فإنها تجذب إليها نجوم الرياضة العالميين والأكثر تتويجا بالألقاب والبطولات.

ومنذ أيام قليلة، كتب بطل العالم في رياضة الملاكمة في الوزن الثقيل تايسون فيوري على منصة "إكس" أنه سيزور الرياض لـ"كتابة التاريخ" عندما يخوض النزال الكبير ضد ملك الألعاب القتالية المختلطة فرانسيس انجانو في الثامن والعشرين من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وأرفق النجم العالمي، الذي يتابعه أكثر من مليوني شخص، تغريدته باثني عشر رمزا تعبيريا (إيموجي) لعلم المملكة.

ويعد القطاع السياحي في السعودية واحدا من أهم المحاور الرئيسة في "رؤية المملكة 2030"، إذ حقق نموا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.45 في المئة في الربع الثاني من العام الجاري (مقارنة بنحو 3 في المئة في 2019)، ومن المتوقع أن يصل إلى 10 في المئة نهاية هذا العقد، أي قرابة 80 مليار دولار، عن طريق جذب 100 مليون سائح (مقارنة بـ29 مليونا في 2022).

وبعد 14 عاما في مسيرة حافلة بالإنجازات، خالية من الهزائم، ومتوجة بعدد لا يحصى من الجوائز المالية الباهظة في رياضة ملاكمة المحترفين، أصبح تايسون فيوري، بمثابة علامة تجارية فريدة، وقد يصبح سفيرا للسياحة في السعودية، مثل ليونيل ميسي الذي زارها مرتين، ففيوري من أساطير الرياضة، وواحد من أعظم ملاكمي الوزن الثقيل في التاريخ، وحقق المسلسل الوثائقي عنه وعن عائلته في منصة "نتفليكس" أعلى نسبة مشاهدة لبرنامج تلفزيوني في المملكة المتحدة بعد عرض الحلقة الأولى الشهر الماضي، إذ شاهدها 2.6 مليون مشاهد.

يقول فيوري، خلال المؤتمر الصحافي في لندن للإعلان عن النزال المرتقب الذي سيُدشن النسخة الرابعة من "موسم الرياض" الترفيهي العالمي، إن السعودية ستكون "محور الرياضات العالمية المختلفة بعد 5 أو 10 سنوات".

أكبر من مجرد نزال

إذن، الأمر أكبر من مجرد نزال بين ملاكمَين، فالسعودية، أكبر مصدّر للنفط في العالم، تستثمر في الترفيه، وحريصة على تنويع مصادر الدخل، للتقليل تدريجيا من الاعتماد على النفط، الذي يشكل حاليا أكثر من 40 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي.

ويُعد الترفيه أحد المجالات التي تتوسع فيها المملكة، كالسياحة والذكاء الاصطناعي، ومؤخرا البدء في استخراج المعادن الأرضية الاستراتيجية كالنحاس، في إطار التحول العالمي لمصادر الطاقة النظيفة ومنخفضة الكربون، في الممكلة التي يبلغ تعداد سكانها حوالي 36 مليون نسمة.

و"موسم الرياض" يجمع بين الترفيه والسياحة في آن واحد، مما يساعد على النمو الاقتصادي المحلي، حيث يقدر عدد الزائرين بحوالي 20 مليون زائر، ومن المتوقع أن تصل مساهمة قطاع الترفيه في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 4 في المئة بحلول 2030.

ويقول تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، لقناة "الشرق" إن الافتتاح المقبل لموسم الرياض سيكون تاريخيا وسيفاجئ العالم.

كرة القدم ليست الوحيدة

وفي 11 أغسطس/آب الماضي، انطلق الموسم الجديد لدوري كرة القدم السعودي للمحترفين، ولكن هذا الموسم مختلف تماما، فقد تعاقدت فرق مختلفة مع نجوم عالميين، مثل كريم بنزيمة، الحائز على جائزة الكرة الذهبية لعام 2022، والذي ترك ريال مدريد للانضمام لصفوف الاتحاد، ومن تشيلسي، انتقل لاعب خط الوسط النجم نغولو كانتي إلى الاتحاد أيضا، فيما يلعب كريستيانو رونالدو، الحائز على جائزة الكرة الذهبية خمس مرات، في النصر، قادما من مانشستر يونايتد، وانضم إليه جناح ليفربول السابق، ساديو ماني. ومنذ أسبوعين، قدم نادي الهلال نيمار جونيور كعضو جديد في الفريق، والقائمة تطول.

وخلال الصيف، أنفق الدوري السعودي للمحترفين أكثر من 900 مليون دولار على رسوم الانتقالات لضم لاعبين أجانب، مما يجعله ثاني أعلى إنفاق بعد الدوري الإنجليزي الممتاز، وفقا لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي). ولا يشمل هذا الرقم الرواتب الهائلة المقدمة لجذب اللاعبين في المقام الأول من الدوريات الأوروبية الكبرى.

وكما نفذت بريطانيا إلى العالم لكسب قلوب وعقول الناس من خلال "البريميرليغ"، والـ"بي بي سي"، باتت السعودية بالفعل محط أنظار الكثير من الناس حول العالم من خلال استراتيجية متعددة الأوجه، على رأسها جعل المملكة من بين أقوى عشر دول في العالم في المجالات الاقتصادية والسياسية، والتعليمية، والإعلامية، والسياحية والتكنولوجية والترفيهية.

ودوري المحترفين السعودي ليس سوى جزء واحد من استراتيجية الاستثمار الرياضي، التي ذهبت إلى ما هو أبعد من شراء الأندية، كنادي نيوكاسل الإنجليزي، أو شراء اللاعبين، فقد أنفقت السعودية المليارات على استضافة ورعاية والاستحواذ على فعاليات الملاكمة، والغولف، وسباقات الفورمولا-1، من خلال استراتيجية مدروسة بعناية من قبل كيانات سعودية رسمية، بما في ذلك الحكومة ذاتها، وصندوق الاستثمارات العامة، وهو صندوق الثروة السيادي، وأرامكو، أكبر شركة في العالم حاليا من حيث المبيعات والربحية.

font change

مقالات ذات صلة