ليس خافيا أن الرئيس بايدن بدأ عهده بعلاقة فاترة مع المملكة العربية السعودية، ودفع بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى أسفل سلم أولوياته، فيما تصدر ذلك السلم موضوعان كبيران هما مواجهة الصين وتنشيط الاتفاق النووي مع إيران. ومع ذلك، في محاولة لخفض أسعار النفط في أعقاب حرب أوكرانيا، حطّ رحاله في زيارة إلى المملكة العربية السعودية في يوليو/تموز 2022 وتبادل مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ملامسة القبضات بدل المصافحة. ولكن الزيارة كما يبدو لم تسفر عن نجاح كبير، ففي أكتوبر/تشرين الأول 2022، خفضت المملكة العربية السعودية إنتاجها اليومي من النفط بمقدار مليوني برميل بالتنسيق مع "أوبك+" للحفاظ على سعر برميل النفط فوق 90 دولارا، ما حدا بالرئيس بايدن إلى إعلان أنه "سيعيد تقييم العلاقة بأكملها مع المملكة العربية السعودية". ثم زادت الرياض على ذلك باستقبالها الرئيس الصيني في ديسمبر/كانون الأول 2022، في زيارة عززت شراكة استراتيجية شاملة بين البلدين. ولم يحل شهر مارس/آذار 2023، حتى كانت الصين قد توسطت في صفقة بين المملكة العربية السعودية وإيران، كان من نتائجها استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران.
وعلى الرغم من كل شيء، كثف كبار المسؤولين الأميركيين- الذين خشوا من أن يفقدوا دعم المملكة فيسهم ذلك في تقويض استراتيجية الولايات المتحدة لمواجهة كل من الصين وروسيا- من زياراتهم إلى الرياض وجدة من أجل إرساء أرضية مشتركة لحل الإشكالات التي تعيق علاقاتهم الاستراتيجية.