السعودية ماضية في رؤيتها الإصلاحية الشاملة ومساراتها الإقليمية وخياراتها الدولية. القطار على السكة. جهته معروفة وسرعته مبرمجة. البرنامج ليس ردة فعل على تصريح هنا أو قرار هناك. برنامج مرتبط بالرؤية العميقة والمديدة للبلاد. ينطلق من المصلحة الوطنية، ومآلاته تنهل من الرؤية الاستراتيجية.
الإصلاحات الداخلية في الاقتصاد والرياضة والعلوم والثقافة والمجتمع. المضي في المسارات الثنائية في الإقليم. الانضمام إلى تكتلات آسيوية بعيدة وفاعلة مثل "منظمة شنغهاي". دراسة متأنية لقبول دعوات تكتلات جنوبية واسعة مثل "بريكس". التوسط بين روسيا وأوكرانيا ومواجهة غربية- روسية. التوجه شرقا عبر تعزيز العلاقات مع الصين. استمرار العلاقة التحالفية مع أميركا. الثقة والتنوع والغنى، كلها مسائل تعزز الموقف وأوراق التفاوض، وحكما... المكاسب.
تحت هذه الخيمة وتشعباتها، يأتي الحديث عن مفاوضات أميركية- سعودية وعناصرها الثنائية والإقليمية. تحدثت وسائل إعلام غربية عن أمور تخص مطالب الرياض. وأخرى تخص هيكل منطقة الشرق الأوسط. وثالثة، العلاقات بين واشنطن والرياض.
اخترنا أن تكون قصة غلاف العدد الشهري لـ"المجلة" لشهر سبتمبر/أيلول، عن هذه المفاوضات المعقدة والمتداخلة
لذلك، اخترنا أن تكون قصة غلاف العدد الشهري لـ"المجلة" لشهر سبتمبر/أيلول، عن هذه المفاوضات المعقدة والمتداخلة، وما يدور، من كونها تتناول البرنامج النووي السلمي، واتفاقات عسكرية مماثلة للتي تحظى بها دول "حلف شمال الأطلسي" (ناتو)، إضافة إلى احتمالات العلاقات مع إسرائيل، والعلاقة بين الرياض وموسكو وبكين.
هل هذا مطروح فعلا؟ ممكن؟ ما شروطه؟ هل هو اختبار أم حقيقة؟ ما الدروس المستفادة من تجارب أخرى؟ ماذا يمكن أن يحققه اتفاق كهذا لم يتحقق في اتفاقات سابقة؟ كيف يمكن أن تعظم السعودية موقفها التفاوضي، القوي أصلا، للحصول على أفضل مكاسب لها وللمنطقة؟
تتناول قصة الغلاف هذه الأسئلة وغيرها من جميع الجوانب والاحتمالات والزوايا، تحديدا من الرياض صاحبة العلاقة والقرار، إضافة إلى إطلالات على المواقف الأميركية والمشهد الإسرائيلي ورأي الفلسطينيين، خصوصا أن هذا الشهر يشهد الذكرى الثلاثين لاتفاق أوسلو.
يتضمن الملف أيضا مقابلة مع وزير الخارجية الأميركي السابق مايكل بومبيو، ورأيه في سياسة إدارة جو بايدن، وقناعته بأنها خسرت أميركا ثقة الحلفاء وردع الأعداء
تختبر مقالات "المجلة" مآلات المفاوضات بين قطب دولي بتحالفات إقليمية، وقطب إقليمي بامتدادات وخيارات دولية. تتوقف عند ترتيبات اعتدنا عليها منذ الحرب العالمية الثانية، وتستشرف مسارات تخص مستقبل المنطقة ومخاض العالم الجديد، الذي تشكل قمة "مجموعة العشرين" في الهند في 9 سبتمبر/أيلول محطة رئيسة فيه، كما كان الحال مع قمة "بريكس" في جنوب أفريقيا نهاية أغسطس/آب الماضي.
ويتضمن الملف أيضا مقابلة مع وزير الخارجية الأميركي السابق مايكل بومبيو، ورأيه في سياسة إدارة جو بايدن، وقناعته بأنها خسرت أميركا ثقة الحلفاء وردع الأعداء. ويتحدث عن العلاقة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان "القائد البارز"، والتعاون مع الرياض إذا فاز "الجمهوريون" في الانتخابات.
ننشر وثائق تكشف تغير أولويات أميركا وإسرائيل في سوريا خلال عقدين؛ من التركيز على التطبيع مع دمشق في زمن الرئيس حافظ الأسد إلى إعطاء الأولوية لقطع دمشق علاقاتها مع طهران في عهد الرئيس بشار الأسد
في العدد كذلك، ننشر وثائق تكشف تغير أولويات أميركا وإسرائيل في سوريا خلال عقدين؛ من التركيز على التطبيع مع دمشق في زمن الرئيس حافظ الأسد إلى إعطاء الأولوية لقطع دمشق علاقاتها مع طهران في عهد الرئيس بشار الأسد.
في هذا العدد، هناك ملف أشبه بقصة غلاف ثانية، يتعلق بالذكاء الاصطناعي وموقع العرب من هذا التطور الهائل الذي ستترك "ثورته" انقلابا في حياتنا جميعا. ننشر مقالات تواكب الجوانب القانونية والسياسية والاجتماعية والعلمية والفنية للذكاء الاصطناعي. يضم الملف حوارا مع المشرف على المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع لـ"الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي" (سدايا) ماجد التويجري.
اعتبارا من هذا الشهر، سنخصص في كل عدد، صفحتين لعرض رأيين مختلفين في قضية واحدة. نبدأ برأي مغربي عن العلاقة مع الجزائر ورأي جزائري عن الجار المغربي
وإلى بروفايل عن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان ومسيرته من الكريكت إلى السياسة، ثم إلى السجن، نواكب قصة يفغيني بريغوجين والدور الذي لعبه قبل مقتله قرب موسكو، في دعم أطراف الحرب في السودان والدول الأفريقية التي تشهد انقلابات، آخرها وليس أخيرها في الغابون.
واعتبارا من هذا الشهر، سنخصص في كل عدد، صفحتين لعرض رأيين مختلفين في قضية واحدة. نبدأ برأي مغربي عن العلاقة مع الجزائر ورأي جزائري عن الجار المغربي.
نواكب قضايا ثقافية، بما في ذلك مقابلة مع فنانة سعودية شاركت في بينالي الدرعية، حيث تعتبره حدثا تاريخيا، وقصة "متحف سرسق"، الذي "يعود" إلى بيروت على وقع الانهيارات والخيبات، إضافة إلى جولة في شوارع أمستردام وتفقد حياة أهلها وضيوفها