بقي الفنان التشكيلي العماني حسين عبيد، عند التنقل بين المواضيع والأساليب المختلفة، مخلصا لرؤيته بكل ما تمتلكه هذه الرؤية من احتمالات التغيير لصالح كل ما هو جديد. يقول: "أسعى في مجمل تجاربي الفنية إلى البحث عن مناخات فنية تشبهني بتفاصيلها ومفرداتها، وهذا السعي نابع من قناعة أن الفنان يفترض أن يبحث عن مرئيات ذات صلة بذاكرة المكان والطفولة".
في مراحل أخرى لا تشبه غيرها من مراحل تجربته، استطاعت حروف اللغة العربية المعلقة في فضاءات اللوحة، بكلّ التواءاتها وانحناءتها، أن تعبر عن إمكاناته بوصفه فنانا متعدّد القدرات، فأقام في بداياته معرضا بعنوان "الحروفية العربية". يقول: "اشتمل المعرض على مرئيات بصرية وجمالية متصلة بالحرف العربي، ومع التراكم الزمني والمعرفي قادتني هذه التجربة نحو المزاوجة بين المرئيات الواقعية وتلك العالقة في الذاكرة، والخروج منها بمقترحات بصرية تعاملت معها بشغف وصولا إلى لغة تشكيلية إنسانية وحضارية".
عمل حسين عبيد على تطوير موهبته، فدرس الفن بطريقته الخاصة، ومن ثم انتسب إلى "مرسم الشباب" عام 1987 وانتقل بعد سنة إلى النادي الثقافي، وفي عام 1993 أصبح عضوا في الجمعية العمانية للفنون التشكيلية. قبل ذلك كان قد أقام أول معارضه الشخصية عام 1991 في "مرسم الشباب". يوضح: "احتوت أعمالي الأولى تجارب بصرية نابعة من البيئة والواقع المحليين. أمدني هذا الواقع بمفردات وتعابير فنية ما زلت متمسكا بها، وأعمل في كل مرحلة على تطويرها وتقديمها بما يتوافق مع روح العصر".