لندن: يُعتقد أن نحو 2000 قطعة أثرية اختفت من المتحف البريطاني في لندن، وهو ما يجعله أحدث مؤسسة وطنية تتعرّض مكانتها لضربة كبيرة.
في وقت سابق من العام، طُرد أحد كبار القيّمين ويدعى بيتر هيغز. كان يعمل في المتحف منذ ثلاثين عاما. ووفقا لصحيفة "آرت نيوزبيبر"، كان هيغ "مشتبها فيه بأنه عمل سنوات من دون أن يكتشف أمره وبأنه هرّب قطعا غير مصنّفة من مقتنيات المتحف قبل أن يبيعها [...] على موقع إيباي".
تواصل المقالة سرد أنواع القطع التي ربما اختفت: "... قطع صغيرة من المجوهرات الذهبية، بالإضافة إلى أحجار كريمة، من المجموعة، بعضها يعود إلى روما القديمة. ويُعتقد أن قيمة القطع المعنية تبلغ عشرات الملايين من الجنيهات" (17 أغسطس/آب 2023).
ثمة قطعة رومانية واحدة، تصل قيمتها إلى 50 ألف جنيه إسترليني عُرضت مقابل 40 جنيها فحسب. لكن في الفترة الزمنية القصيرة التي مرت بعد ظهور القصة للمرّة الأولى، أصبحت قيمة القطع المفقودة موضع شك كما هي طبيعتها. من أسباب ذلك أنها لم تُعرض البتة، بل ربما لم يسجّلها المتحف بأنها تنتمي إلى مجموعته الواسعة. لقد كانت غير مرئية من الناحية البيروقراطية. ومن الممكن ألا تكون قد اختفت أصلا، بعيدا من الأسئلة المحيطة بقيمتها واحتمال رؤيتها. وقد أبلغ غريغ، ابن هيغز، صحيفة "ديلي تلغراف" أن والده "لم يفعل شيئا"، مضيفا: "إنه ليس سعيدا بذلك على الإطلاق. لقد فقد وظيفته وسمعته، ولا أعتقد أن ذلك كان عادلا. لا يمكن أن يكون هو [المسؤول]. وعلى حدّ علمي، لا أعتقد أن هناك أي شيء مفقود".
ربما يكون ذلك رأي الأقلية. ووفقا لعالم الآثار الشرعي كريستوس تسيروغيانيس، الذي يعمل مع منظمة "ترافِكِنغ كَلتشر"، فإن حجم القطع المفقودة "ضخم".
أما كريستوفر مارينيلو، الرئيس التنفيذي لشركة "آرت رِكفري إنترناشونال"، المتخصّصة في استرداد الأعمال الفنية المسروقة، فقد دُهش مما كشف عنه: "تتلقّى منظمتنا يوميا تقارير عن سرقات من مختلف المتاحف والمؤسسات الثقافية والكنائس حول العالم. لكن ما أدهشنا أن المعني هو المتحف البريطاني، أحد أهم المتاحف في العالم ومعيار مرجعي في مجال الأمن" (الغارديان، 26 أغسطس/آب).