بعد أسبوع من المواجهات المسلحة بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومجموعات من "مجلس دير الزور العسكري"، على طول الضفة الشرقية من نهر الفرات، في محافظة دير الزور السورية، أعلن جهاز الأمن الداخلي في قوات سوريا الديمقراطية (الأسايش) عن "حظر التجول" في المناطق الخاضعة لسيطرته من المحافظة، الواقعة في أقصى شرق البلاد، ولمُدة يومين. بغية "عدم استغلال الأوضاع الحالية من قبل مجموعات مسلحة تتبع للحكومة السورية وخلايا تنظيم داعش"، بحسب بيانها. في وقتٍ وعدت فيه قوات سوريا الديمقراطية بـ"إعادة الاستقرار" إلى مختلف تلك المناطق، ضمن الحملة المسماة "تعزيز الأمن".
كانت الأحداث في المنطقة قد اندلعت يوم 27 أغسطس/آب المنصرم، عقب اعتقال "قوات سوريا الديمقراطية" لقائد مجلس دير الزور العسكري "أحمد الخبيل- أبو خولة"، متهمة إياه بالتواصل مع أجهزة النظام السوري والفصائل الإيرانية المتمركزة في الضفة الغربية من نهر الفرات. وإلى جانب عدة اتهامات جنائية، قالت قوات سوريا الديمقراطية إن القواعد الاجتماعية وجهتها للخبيل، مثل اعتداءات جسدية على بعض المواطنين، وفتح معابر خاصة للتهريب النهري في أماكن تمركز قوات مجلس دير الزور العسكري، التابعة له، إخلالا بالتزاماته التنظيمية والسياسية مع "قسد".
إثر الاعتقال، رفضت عدة مجموعات من مجلس دير الزور العسكري، وإلى جانبها شخصيات عشائرية واجتماعية مرتبطة بالخبيل، قرار اعتقاله، وأعلنت "تمردها" على قوات سوريا الديمقراطية؛ مما أدى لاندلاع المواجهات في بلدات الطيانة وشحيل وبصيرة وجديد عكيدات والعزبة.
مسؤول الإعلام في قوات سوريا الديمقراطية، فرهاد شامي، نفى في حديث مع "المجلة" أن يكون اعتقال القيادي العسكري سببا لتوتر الأوضاع، مضيفا أن قوات سوريا الديمقراطية كانت تنفذ حملة "اعتيادية" لضبط الأوضاع، و"تعزيز الأمن" في تلك المنطقة، بعد تلقيها معلومات مؤكدة عن زيادة عمليات التهريب واستقدام الأسلحة والمقاتلين من المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري، بما في ذلك "تفشي ظاهرة تهريب المواد المخدرة". إلا أن بعض الجهات التي كانت متأكدة من أن الحملة سوف توقف تجاوزاتها وتكشف "ارتباطاتها مع جهات من النظام السوري والفصائل الإيرانية، أثارت القلاقل، وهاجمت نقاطا لقوات الأمن الداخلي في تلك المناطق، ثم أشاعت جوا من الفوضى في أماكن انتشارها".