على مسافة غير بعيدة عن العاصمة الوطنية للهند، نيودلهي، في ولاية أوتار براديش التي تشهد قلاقل واضطرابات، تقع مدينة مظفرناجار. في 24 أغسطس/آب الماضي، اتخذت تريبتي تياجي، مالكة ومديرة مدرسة نيها العامة، قرارا غريبا ومقلقا، حين أمرت جميع زملاء صبي مسلم في الصف بصفعه، بدعوى تقصيره في الدراسة، ولكن ذلك حدث على الأرجح بسبب هويته الدينية كمسلم. غير أن المديرة لم تتوقع أن يكون للصبي ابن عم في الصف نفسه وأنه سيقوم بتصوير الحادثة بالفيديو.
وسرعان ما انتشر الفيديو على نطاق واسع، ما أثار غضب مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي في نيودلهي وخارجها. وقد أدى الاحتجاج العام إلى إقدام السلطات المحلية على إغلاق المدرسة وأجبرت المديرة على تقديم أعذار واهية، كزعمها عدم قدرتها الجسدية على معاقبة الصبي بنفسها. وفي حين لم تكن لمبرراتها أي مصداقية، فإنها خلّفت تأثيرا هائلا على مظفرناجار، حيث يشكل المسلمون 41 في المئة من السكان البالغ عددهم 500 ألف نسمة. وبصفتها هندوسية، أفلتت المديرة من السجن، لمعرفة الحزب الحاكم بأن أفعالها المجتمعية يمكن أن تساعد في تعزيز أصوات الهندوس في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
لقد تحولت المدارس، للأسف الشديد، إلى أرض خصبة للكراهية على نحو مأساوي؛ ففي عيد استقلال الهند، الذي يصادف 15 أغسطس/آب، سُمع أطفالٌ صغار وهم يلقون قصيدة أمام جمهور مكون من أقرانهم ومعلميهم وأولياء الأمور، يطالبون فيها بموت "الخونة" (المسلمين) الذين يستهلكون طعام الهند بينما يشيدون بباكستان. ولم تقتصر هذه المشاعر المثيرة للقلق على مدرسة واحدة؛ بل ظهر المئات من الحالات المماثلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وفشلت السلطات في اتخاذ أي إجراء، وهو الأمرُ الذي أثار مخاوفَ بشأن القيم التي يغرسها آباء هؤلاء الأطفال فيهم.