جعلت فكرة توسع مجموعة بريكس كثرة من المعلّقين يتساءلون عما إذا كان ذلك سيشكل تحديا للغرب في نهاية المطاف. وكان الأعضاء الخمسة الحاليون للمجموعة، وهم: البرازيل، وروسيا، والهند، والصين، وجنوب أفريقيا، قاموا بدعوة ست دول جديدة للانضمام، بينها بعض الحلفاء التقليديين للغرب، مثل المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، ومصر. بالإضافة إلى إيران، والأرجنتين، وإثيوبيا.
وكانت بكين لسنوات تضغط على عواصم مجموعة بريكس من أجل الموافقة على التوسع، ولم يحاول الرئيس شي جين بينغ إخفاء سعادته عندما جرى الإعلان عن ذلك خلال قمة الكتلة في جوهانسبرغ في أغسطس/آب الماضي. وقال إن "توسيع العضوية أمر تاريخي"، مضيفا أنه يظهر "تصميم دول بريكس على الوحدة والتعاون مع الدول النامية الأوسع".
وبدا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بدوره راضيا، واستغل خطابه في القمة، عبر تقنية الفيديو، لمهاجمة العقوبات المفروضة على بلاده. وأضاف أن نمو عضوية بريكس سيكون علامة على فشل الجهود الغربية لعزل موسكو.
بيد أن حماس الروس والصينيين، المنافسين الكبيرين للولايات المتحدة، لم يخرج واشنطن عن صمتها النسبي بشأن التوسع. واكتفى مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان بتعليق بسيط، قائلا إنه لا يرى أن التكتل "يتطور إلى نوع من التنافس الجيوسياسي للولايات المتحدة أو أي شخص آخر"، مضيفا أن كثيرا من أعضاء المجموعة لديهم أساسا "اختلافات في وجهات النظر بشأن القضايا الحاسمة"، ما يجعل تماسكها الفعال أمرا صعب المنال.
ولكن هل ينبغي للغرب أن يشعر بالقلق؟ وهل تظهر مجموعة بريكس كمنافس جديد للتحالف الغربي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة؟
حماس صيني
من منظور غربي، ينبغي أن يكون أكثر ما يثير القلق هو حرص الصين على توسعة مجموعة بريكس؛ إذ دعا شي جين بينغ باستمرار إلى توسيع هذه الكتلة ونجح في تجاوز التردد المستمر من البرازيل والهند لتحقيق هذا الهدف. وبالفعل، تنظر القيادة الصينية إلى مجموعة بريكس الموسعة كوسيلة لتحويل التحالف الاقتصادي الحالي غير المنظم إلى قوة جيوسياسية أكثر قوة لتحقيق التوازن ضد النفوذ الغربي. وثمة من يرى أن طموح الصين النهائي هو أن تتولى مجموعة بريكس دورا مشابها لدور مجموعة السبع بالنسبة للدول غير الغربية.
وشدد البيان الختامي الذي أدلى به قادة بريكس في القمة على الحاجة إلى "تعزيز تمثيل الأسواق الناشئة والدول النامية" داخل المؤسسات الدولية، مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي. وتتوافق هذه المشاعر مع انتقادات شي جين بينغ المستمرة لما يعتبره هيمنة الولايات المتحدة.
وقد اقترح بعض المراقبين، بما في ذلك نكتار غان من "سي إن إن"، أن شي جين بينغ يهدف إلى جعل مجموعة بريكس نقطة محورية للتعبير عن إحباطات الجنوب العالمي حيال الهيمنة الغربية على المؤسسات العالمية. وما لا شكّ فيه أن القمة التي انعقدت في جوهانسبرغ والتي حضرها ستون بلدا وتلقت ما يقرب من عشرين طلبا لعضوية الكتلة هي تأكيد على أن جهود شي جين بينغ ربما تسفر عن نتائج.
ومن الإنجازات المهمة للصين، والتي يمكن أن تثير المخاوف لدى بعض الدول الغربية، ضمّ حلفاء تقليديين مقربين من الغرب كأعضاء جدد. من بين هذه الدول: المملكة العربية السعودية التي تتمتع بعلاقة وثيقة مع الولايات المتحدة، يعود تاريخها إلى ثلاثينات القرن الماضي.