لم تعد "الأرض بتتكلّم عربي" في سوريا. "قلب العروبة النابض" لم يَعد ينبض باللغة العربية؛ إذ تدور على أرض سوريا حرب من نوع آخر، هي الحرب الثقافية واللغوية، وبالأخص بين حليفتي الحكومة السورية، إيران وروسيا، حيث يسعى كلّ منهما إلى نشر ثقافته ولغته في مناطق نفوذه.
أمّا في شمال شرقي سوريا، فإنّ الأكراد الذين شكوا طيلة عقود حرمانهم من حقوقهم الثقافية والسياسية، بنوا تحت مظلة التحالف الدولي، عملية تعليمية "مستقلة" في مناطقهم تقوم، أساسا، على تدريس اللغات المحلية، العربية والكردية والسريانية، من دون أن تحظى هذه العملية بأي اعتراف "خارجي" سواء دمشق أو أيّ من الدول الحليفة للأكراد.
يبقى الشمال السوري حيث مناطق النفوذ التركي. هناك، تواجه أنقرة اتهامات بسعيها إلى "تتريك" المنطقة من خلال نشر ثقافتها ولغتها، حتى إنّها فرضت على "الحكومة السورية المؤقتة" المعارضة توظيف من يتقنون التركية حصرا. لكنّ ذلك لا يحصل من دون "مقاومة شعبية" يتمظهر، بالدرحة الأولى، برفض "الجمهور" تغيير أسماء مدارس ومقرّات من العربية إلى التركية، وذلك بالرغم من دعم بعض المجالس المحلية لهذا التغيير.
إنّه وجه آخر من وجوه الصراع في سوريا وعليها، وتنشر "المجلّة" ملفا من أربعة تحقيقات تضيء على وقائع هذا الصراع ودلالاته وتأثيراته على حاضر سوريا ومستقبلها السياسي والإجتماعي:
1- دمشق... "الروسية" للهجرة و"الفارسية" للهروب من "الإلزامية" بقلم مناف سعد
بين "الفارسية" و"الروسية"... صراع ثقافات في سوريا بقلم نوار جبور
شمال شرقي سوريا: ثلاث لغات على إيقاع الآيديولوجيا بقلم رستم محمود
تعليم "التركية" شمالاً... تتريك أم فرصة؟ بقلم ادلب - "المجلة"