وتضيف: "تلتزم مدارس المحسنية بمنهاج وزارة التربية ولكن ليس لكل المواد الدراسية؛ ففي حصص التعليم الديني تُوزع كتيبات صغيرة على الأطفال تُروج للمذهب الشيعي وفقه ولاية الفقيه، كما تُوزع تلك الكتيبات أثناء الرحلات".
وفي حين أن لكل مدرسة مديرا منتدبا من وزارة التربية، فإن المسؤولين في مدارس "المحسنية" حريصون، بحسب تلك المصادر، على "تنفيذ تعليمات إيران الفارسية الشيعية لزرع أفكارها وعقيدتها في عقول الطلاب، ولذلك هناك حرص على أن يكون المدرسون في تلك المدارس من الشيعة، كما تخصص لهم رواتب شهرية مرتفعة جدا".
غلبة لغوية روسية
لكن، وفي مقابل توسع إيران في بناء المدارس بمناطق سيطرة الحكومة السورية، استطاعت روسيا، في العام 2014، أي قُبيل تدخلها العسكري المباشر في سوريا في العام 2015، إدراج لغتها الرسمية كلغة أجنبية اختيارية في المدارس السورية.
وفي هذا السياق، ذكرت وزارة التربية السورية على موقعها الإلكتروني في يونيو/حزيران 2014 أنها "اتخذت قرارا بأن يكون هناك اختيار للطالب بدءا من الصف السابع للغته الأجنبية الثانية، إذ يمكنه الاختيار بين الروسية والفرنسية".
وقال وزير التربية السوري، آنذاك، هوزان الوز، وفق الموقع نفسه: "مع انطلاق العام الدراسي المقبل، تكون الوزارة قد أنهت جميع الاستعدادات لتعليم اللغة الروسية في عدد من مدارسها، بدءا من المناهج وصولا إلى المعلمين والمدرسين".
المركز الثقافي الروسي في دمشق
وكانت المدارس السورية تدرس اللغة الإنجليزية إلى جانب اللغة العربية، بدءا من الصف الأول الابتدائي، بينما تدرس اللغة الفرنسية إلى جانب هاتين اللغتين اعتبارا من الصف السابع.
وفي آخر الإحصاءات المعلنة، نقلت تقارير صحافية عن الموجه الأول لمادة اللغة الروسية في وزارة التربية السورية، بسام الطويل، قوله إن عدد الطلاب الذين يتلقون اللغة الروسية بلغ 31 ألف طالب في 217 مدرسة موزعة على 12 محافظة، وذلك من خلال كادر تدريسي يبلغ 190 مدرسا للغة الروسية.
واعتبر الطويل، بحسب وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أن هذا "رقم قليل، مقارنة بعدد المدارس المشمولة".
وأضاف أن "الوزارة تدرب الكوادر الموجودة لكونها غير متخصصة في طرق التدريس، وكيفية التعامل مع المنهاج، كما تسعى إلى إعطائها منحا للسفر إلى روسيا للتخصص في اللغة وطرق تدريسها، بالتعاون مع وزارة التربية الروسية، والتي وضعت خطة سنوية لتدريب المدرسين، والبحث عن حلول أخرى لرفد الكوادر التدريسية في الوزارة".
وأشار الطويل إلى أن الوزارة "تعمل على تلافي نقص المدرسين عبر بث دروس مسجلة متسلسلة عبر المنصات التربوية الثلاث، حيث سُجل ما يقارب 60 إلى 70 في المئة من مناهج الصف السابع إلى الثالث الثانوي، إضافة إلى دروس وندوات تلفزيونية عبر الفضائية التربوية وصلت إلى 15 ندوة في الفصل الأول، و10 ندوات لاحقة للشهادتين".
ضغوط إيرانية
من جهتها، لا تزال إيران تسعى لإدراج اللغة الفارسية في مناهج التدريس السورية، وهي تمارس ضغوطا مكثفة على الحكومة السورية من أجل تحقيق ذلك.
وفي هذا السياق، وقع البلدان في ختام اجتماعات الدورة الرابعة عشرة من أعمال اللجنة العليا السورية- الإيرانية المشتركة التي عقدت في دمشق في 18 يناير/كانون الثاني 2019، إحدى عشرة إتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا لتعزيز التعاون بين البلدين في مجالات عدة، وذلك وفق ما جاء في الموقع الإلكتروني لرئاسة الوزراء السورية.
وذكر الموقع أنه تم "توقيع البرنامج التنفيذي في المجال التربوي (التعليم ما قبل الجامعي) بين حكومتي الجمهورية العربية السورية والجمهورية الإسلامية الإيرانية للأعوام 2019 و2020 و2021. وقعه وزير التربية السوري عماد العزب، وعن الجانب الإيراني وزير الطرق وبناء المدن محمد إسلامي".
كما وُقعت مذكرة تفاهم بين وزارتي التربية الإيرانية والسورية في 22 يناير/كانون الثاني 2020، تقضي بإشراف طهران على تعديل المناهج الدراسية السورية وطباعتها في إيران، فضلا عن بناء المدارس وترميمها، وذلك في أعقاب محادثات بين العزب ونظيره الإيراني محسن حاجي ميرزائي في دمشق، ركزت، وفق "سانا"، على سبل تطوير التعاون بين سوريا وإيران في المجال التربوي، لا سيما ترميم المدارس وطباعة الكتب وتطوير التعليم المهني والتقني ودعمه.