لندن: ترجع تسمية "إكسبو" Expo وهي مختصر كلمة Exposition إلى الكلمة اللاتينية Expositiō. وقد استُخدِمت للمرة الأولى لوصف المعرض الكبير الذي أقيم في لندن في عام 1851 تحت إشراف الأمير ألبرت قرين الملكة فيكتوريا وحقّق نجاحا كبيرا آنذاك وسرعان ما أصبح مصطلح "إكسبو" لسهولة لفظه على الأرجح، مرادفا للمعارض الدولية الضخمة.
وتلا أول "إكسبو" استضافته لندنفي حديقة هايدبارك خمسون معرضا عالميا كان آخرها "إكسبو" دبي 2020 الذي أُرجئت إقامته عاما بسبب جائحة كوفيد 19، تحت عنوان "تواصل العقول وصنع المستقبل". لعبت معارض "إكسبو" دورا مهما في تشكيل العالم الذي نعيش فيه اليوم من خلال ما عرضته وما تواصل عرضه من تقنيات ومنتجات وأفكار جديدة، ومن خلال توفيرها منصة للدول للالتقاء وبحث التحديات المشتركة وفرصة للتبادل الثقافي ولتعزيز التعاون الدولي.
من أبرز محطات "إكسبو" السابقة:
- "إكسبو" باريس 1889 الذي كان أول المعارض التي أقيمت في العصر الحديث وكان برج إيفل محورا له.
- "إكسبو" نيويورك 1939 الذي أقيم خلال فترة الكساد العظيم وعُرِضت في أثنائه الأيقونتان المعماريتان الشهيرتان "تريلون" و"بيريسفير" اللتان تُجسِّدان التصوّر المعماري لمدينة المستقبل.
- "إكسبو" مونتريال، كندا 1967، الذي اشتهر بتركيزه على الثيمة المعمارية في عصر الفضاء، وعُرِض فيه مجسّمٌ فريد من نوعه لـ"اليونيسفير" (تمثيلٌ فولاذي ضخم للكرة الأرضية).
- "إكسبو" هانوفر بألمانيا 2000 الذي اشتهر بتركيزه على الاستدامة البيئية، وكان مركز "إكسبو" بلازا بتصميمه اللافت والفريد تحفة معمارية قدّمها المعرض.
- "إكسبو" دبي 2020 الذي ركّز على الاستدامة والإرث وارتكزت تصميماته على الاستدامة وتوظيف إمكانات الطاقة المتجدّدة وزاره نحو 25 مليون شخص في غضون ستة أشهر.
في ما يأتي قائمة بأبرز عشرة كتب تناولت هذه المعارض الدولية منذ بواكير انطلاقتها حتى وقتنا الحالي.
المعرض الكبير، 1851: كتابٌ مرجعيّ
يُعدّ هذا الكتاب الصادر في 2017 من تأليف جوناثان شيرز الأستاذ الجامعي المتخصص بأدب القرن التاسع عشر، أول كتاب أنطولوجي حول "إكسبو"، يعرض مجموعة شاملة من الوثائق الأوّلية المختارة بعناية من فترة ما قبل "إكسبو" عام 1851 في هايدبارك في لندن وخلاله والمرحلة التي تلت تنظيمه. وتشمل هذه الوثائق الصحف والدوريات المعاصرة ووثائق الهيئة الملكية والمذكرات والمجلات والقصائد الاحتفالية والمقالات. ويوفر الكتاب الذي جاء في ستة فصول موردا وثائقيا فريدا من نوعه ونقطة انطلاق للباحثين في هذا الموضوع. كما يجيب الكتاب عن بعض الأسئلة المهمة حول الأثر الذي تحدثه المعارض الكبرى، مثل معرض 1851 في المدن والمجتمعات التي تستضيفه.
المعارض الدولية والصياغة العالمية للهويات الوطنية: المعارض الدولية كمنصات ثقافية، 1851 - 1958
تحرير جيب ليرسن وإريك ستورم، وهو صادر في عام 2022. يستكشف الكتاب دور المعارض الدولية في تشكيل الهويات الوطنية، مع التركيز على الفترة من 1851 إلى 1958. ويرى المشاركون في كتابة مقالات هذا الكتاب، أن المعارض العالمية كانت قوة فاعلة في تشكيل الهويات الوطنية وساعدت في خلق شعور بالانتماء والاعتزاز الوطنيين وأنّ المعارض العالمية استُخدمت للترويج لرؤية الدولة القومية وساهمت في تعزيز فكرة السيادة الوطنية. ومن خلال دراسة عدد من المعارض الدولية مثل معرض باريس أو أوساكا، يظهر الكتاب الاتجاهات والرؤى الثقافية المختلفة التي رافقت تنظيم تلك الفعاليات الكبرى. ففي كثير من الأحيان شكّل المعرض الدولي منصّة ترويجية تثبت فيه الدول تنافسيتها على الساحة الدولية، وفي أحيان أخرى كان المعرض الدولي فرصة لإعادة صياغة الهوية الوطنية وتعزيز النقاش المحلي حول المستقبل. وفي الحالين فإن المعرض الدولي هو بمثابة مختبر حيّ للقاء بين المجتمعات المحلية، وتلك الدولية، وغالبا ما تنعكس نتيجة هذا اللقاء على مختلف جوانب حياة الدول التي تحتضنه، وتفكيرها وتقدّمها.