انعكس خبر الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأموال الإيرانية في كوريا الجنوبية وإرسالها إلى قطر مقابل الإفراج عن أميركيين محتجزين في إيران بشكل واسع في الصحافة ووسائل الإعلام الإيرانية التابعة للتيارين المتشدد والإصلاحي.
"سماسرة العقوبات خاسرو الدبلوماسية"، هذا عنوان المقال الذي نشرته صحيفة "جام جم" التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمية الإيرانية في عددها الصادر يوم 13 أغسطس/آب. وتساءل أمين صبحي رئيس القسم السياسي وكاتب المقال: "التيار الموالي للغرب الذي ربط تحسين الظروف المعيشية للشعب بالاتفاق النووي، لماذا يشعر بالغضب بسبب الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة؟".
ورأى الكاتب أن الحكومة برئاسة إبراهيم رئيسي "تقود برنامج إصلاحات وقطارا كان معطلا لأي سبب كان خلال السنوات الماضية. وجاء هذا الإنجاز دبلوماسيا هذه المرة ولهذا انضم بعض التيارات إلى خونة الوطن سعيا للتقليل من قيمة إيران المقتدرة. وبالرغم من الضغط على إيران، فقد تم الإفراج عن جزء من الأموال الإيرانية المجمدة في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الحد من أنشطة الجمهورية الإسلامية في المنطقة والشرق الأوسط من خلال اتفاقيات أمنية ثنائية".
وفي جزء آخر من المقال المطول يقول أمين صبحي إن "الإفراج عن الأموال المجمدة يدل على أن الولايات المتحدة وحلفاءها تراجعوا بشكل واضح عن دعمهم لمؤيدي الإطاحة بالنظام. كما أن هذه الخطوة تؤكد صحة التحذيرات التي أطلقها المسؤولون (الإيرانيون) للولايات المتحدة ومفادها أن الأميركيين لن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم من خلال المراهنة على أعمال الشغب. وهذا ما حصل، حيث إن المسؤولين الأميركيين الذين كانوا يزعمون يوما ما أن المفاوضات النووية لم تعد أولويتهم وأن دعم المحتجين أولويتهم أدركوا أن النظام جبل لا تهزه ريح. وفي النهاية قرر الأميركيون الرجوع إلى طاولة المفاوضات".
وأضاف الكاتب: "لقد أثارت قضية كيفية الحصول على هذه الأموال من قبل إيران جدلا واسعا، بأن الذين كانوا يدعمون الاتفاق النووي ويسعون لربط الاتفاق النووي بكل شؤون البلاد يحاولون اليوم التقليل من أهمية الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة. ويبدو أنهم نسوا أن الاتفاق بشأن الإفراج عن هذه الأموال لم يؤد إلى إغلاق أجهزة الطرد المركزي وتفكيك البرنامج الصاروخي والتنازل عن المصالح الوطنية".
ولفت أمين صبحي أن "هذا الإنجاز أدى إلى يأس الصهاينة وانزعاج سماسرة العقوبات". ورأى الكاتب أن تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي حول ضرورة عدم الثقة بابتسامة العدو المراوغة هو فصل الخطاب لأن الولايات المتحدة والدول الغربية تسعى لنزع الامتيازات من إيران.
وأردف صبحي قائلا: "بعض المحللين الأميركيين أبدوا قلقهم من بعض التنازلات التي وافق بايدن على تقديمها. وهذا دليل آخر على أهمية الإفراج عن الأموال كما يشير إلى إمكانية فتح قنوات جديدة للمفاوضات والأمل في مستقبل مشرق وكسر العقوبات من خلال الدبلوماسية".