التردد والطيف: قد يستخدم الجيل السادس حزما ترددية أعلى من الجيل الخامس، بما في ذلك نطاق بالتيراهيرتزات (THz). وتوفر هذه الترددات العالية عرض نطاق أكبر، مما يتيح نقل البيانات بوتيرة أسرع. مع ذلك، تشكل هذه الترددات العالية تحديات تقنية تتعلق بانتشار الإشارة والتغطية.
الاتصال الذكي: من المتوقع أن يدمج الجيل السادس الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) في شكل أعمق في هيكل شبكته. ويمكن للتكنولوجيات الممكّنة بالذكاء الاصطناعي تحسين توزيع الموارد وزيادة كفاءة الشبكة وتمكين ميزات متقدمة مثل تشكيل الحزم الذكي والاتصال السياقي.
الاستخدامات والتطبيقات الجديدة: يُصمَّم الجيل السادس لدعم التكنولوجيات والتطبيقات الناشئة التي تتطلب اتصالا عالي السرعة والموثوقية. تشمل هذه التجارب «الواقع الممتد الغامر» (XR) والاتصالات «الهولوغرافية» والروبوتات المتقدمة واتصالات إنترنت الأشياء المستمرة وغيرها.
من المهم أن نلاحظ أن تطوير الجيل السادس ونشره لا يزالان في مراحلهما الأولى، ويمكن أن تتطور هذه التوقعات مع تقدم البحث وتحديد معايير القطاع.
عبر الأجيال
الجيل الأول (1G) يشير إلى الجيل الأول من شبكات الهواتف الخليوية التناظرية التي جرى تقديمها في الثمانينات. وهي عرضت إمكانات الاتصال الصوتي الأساسية وكانت لها قدرة محدودة على المكالمات المتزامنة. وتشمل التكنولوجيات المستخدمة في شبكات الجيل الأول نظام الهاتف المحمول المتقدم (AMPS) والهاتف المحمول "النورديك" (NMT).
أما الجيل الثاني (2G)، الذي جرى تقديمه في أوائل التسعينات، فشهد الانتقال من الشبكات التناظرية إلى الشبكات الرقمية. وهو جلب تحسينات كبيرة في جودة الصوت والسعة والأمان. وتشمل التكنولوجيات الرئيسة للجيل الثاني نظام الاتصالات العالمي للهاتف المحمول (GSM) والوصول المتعدد بتقسيم الشفرة (CDMA). وقدمت شبكات الجيل الثاني أيضا خدمات الرسائل النصية (SMS) وخدمات البيانات الأساسية مثل بروتوكول التطبيق اللاسلكي (WAP).
وظهرت شبكات الجيل الثالث (3G) في أوائل الألفية الجديدة وقدمت نقلا أسرع للبيانات إلى جانب تحسينات في الاتصال الصوتي. وهي عرضت تكنولوجيات مثل نظام الاتصالات الجوالة العالمي الموحد (UMTS) وCDMA2000. مع الجيل الثالث، اكتسبت الأجهزة المحمولة القدرة على الوصول إلى الإنترنت بسرعات معقولة، مما مكن من تقديم خدمات مثل المكالمات عبر الفيديو، وتصفح الإنترنت على الهواتف المحمولة، وتدفق الوسائط المتعددة.
لم يمضِ وقت طويل بعد ذلك حتى جرى نشر شبكات الجيل الرابع (4G) في عام 2009، وهي قدمت تحسينات كبيرة في سرعات البيانات والسعة والأداء العام. والتكنولوجيات الرئيسية للجيل الرابع كانت تكنولوجيا التطور البعيد الأجل (LTE) و«واي ماكس» (WiMAX). وقدم الجيل الرابع سرعات تنزيل وتحميل أسرع، وتأخير منخفض، ودعمت خدمات متقدمة مثل تدفق الفيديو العالي الدقة والألعاب عبر الإنترنت والصوت عبر بروتوكول الإنترنت (VoIP).
أما الجيل الخامس (5G) فهو أحدث جيل لتكنولوجيا الاتصالات المتنقلة. بدأ تنشيطه في العقد الثاني من الألفية ولا يزال يتوسع عالميا.
تعد شبكات الجيل الخامس بسرعات أسرع، وتأخير أقل، وسعة أعلى، والقدرة على ربط عدد ضخم من الأجهزة في شكل متزامن.
تستخدم تكنولوجيات متقدمة مثل الموجات الميليمترية، وتكنولوجيا الإدخال المتعدد الضخم (MIMO)، وتجزئة الشبكة. ويمكن للجيل الخامس تمكين تطبيقات مثل التدفق العالي الدقة جدا، والألعاب السحابية في الوقت الفعلي، والمركبات الذاتية القيادة، والمدن الذكية، وإنترنت الأشياء.
لقد جلب كل جيل متتالٍ تقدما كبيرا في ما يتعلق بالسرعة والسعة والقدرات، مما يمكّن تقديم خدمات جديدة ويحول طريقتنا في التواصل والتفاعل مع التكنولوجيا.
القطاعات الاقتصادية
استناداً إلى التحسينات المحتملة المتوقعة مع الجيل السادس، يمكن أن نتوقع بعض الآثار المحتملة في القطاعات الاقتصادية.
في مجال الاتصال والتواصل، من المتوقع أن يقدم الجيل السادس سرعات أسرع بكثير وتأخيرا أقل وسعة أعلى من الجيل الخامس. ويمكن أن يكون لهذا الاتصال المحسّن أثر تحولي في القطاعات التي تعتمد بشدة على الاتصال ونقل البيانات، مثل الاتصالات وإنترنت الأشياء والمركبات الذاتية القيادة والرعاية الصحية عن بُعد والواقع الافتراضي.
وقد تؤدي الاتصالات الأسرع والأكثر موثوقية إلى تطبيقات ونماذج أعمال مبتكرة في هذه القطاعات.
وقد يمكّن التأخير المنخفض والموثوقية العالية للجيل السادس الأتمتة والروبوتات المتطورة أكثر في عمليات التصنيع، وسيؤدي هذا إلى زيادة الإنتاجية وتحسين الكفاءة، وخفض التكاليف في البيئات الصناعية. ويمكن لقدرة الجيل السادس دعم الاتصال والتحكم في الوقت الآني، أي باللحظة نفسها، أن تسهل تطوير الروبوتات والأنظمة المستقلة وأداء انترنت الأشياء.
المدن الذكية
ونظرا إلى قدرة الجيل السادس على ربط أعداد ضخمة من الأجهزة في شكل متزامن، فإن قدرته المحسنة في مجال السعة والآنية تؤثر في شكل كبير في مبادرات المدن الذكية، فتعزز الرصد والتحكم في الوقت الحقيقي للبنى التحتية الحيوية، وتحسين استهلاك الطاقة، وتمكين أنظمة النقل الذكية، وتحسين الأمان والسلامة العامة. ويمكن أن تؤدي البيانات والقرارات التي تعتمد على البيانات التي يوفرها الجيل السادس إلى تطوير حضري أكثر كفاءة واستدامة.