كان الغرب تاريخيا ينظر بريبة عميقة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ولذلك فإن الشعبية الكبيرة التي بدأ يتمتع بها مؤخرا تشير إلى تعاظم المكانة التي تحتلها بلاده على الساحة الدولية.
منذ وقت ليس بالطويل، كانت القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تعتبر مودي شخصية منبوذة بسبب أجندته القومية المتطرفة، والتي أدت إلى تعرض الأقلية المسلمة في الهند لأعمال عنف مروعة من قبل الأغلبية الهندوسية في البلاد.
بعد إلقاء اللوم على مودي شخصيا في تنظيم سلسلة من أعمال الشغب ضد المسلمين في عام 2002 في ولاية غوجارات الهندية، حين كان مودي يشغل منصب رئيس الوزراء في الولاية، ردت الحكومتان البريطانية والأميركية بإصدار حظر سفر ضده بسبب مخاوف تتعلق بحقوق الإنسان. جاء ذلك بعد مقتل ما يقدر بنحو 1000 مسلم في اندلاع أعمال عنف عرقية ونزوح 150 ألف مسلم من ديارهم.
ولكن الأمور تبدلت اليوم، وما عادت المخاوف بشأن أجندة مودي القومية مهمة، لأن القادة الغربيين يبدون مهتمين أكثر بكثير بإقامة علاقات أوثق مع رئيس الوزراء الهندي.
وقد حرص الرئيس الأميركي جو بايدن، على سبيل المثال، على استقبال رئيس الوزراء الهندي عندما وصل إلى واشنطن في شهر يونيو/حزيران الماضي في زيارة دولة، حيث استقبل مودي بالفرق الموسيقية وعشاء نباتي فاخر وتحية من 21 بندقية في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض. ثم جاءت ذروة الزيارة، عندما دُعي مودي لمخاطبة الكونغرس الأميركي، حيث لقي ترحيبا حارا، في تحول ملحوظ لسياسي كان قد مُنع قبل عشرين عاما فقط من دخول الولايات المتحدة.
انتهز كل من بايدن ومودي المناسبة للتأكيد على أهمية العلاقات بين بلديهما. بينما وصف بايدن التحالف بين الولايات المتحدة والهند بأنه "أحد العلاقات المميزة للقرن الحادي والعشرين"، أخبر مودي الكونغرس أن الصداقة ستكون "مفيدة في تعزيز قوة العالم بأسره". وأضاف أن "فصلا جديدا" قد أضيف إلى شراكة البلدين الاستراتيجية الشاملة والعالمية. وانتهت الزيارة بموافقة واشنطن على صفقة مع دلهي لمحركات الطائرات المقاتلة الأميركية وطائرات دون طيار من طراز "سيغارديا".