هددت ثلاث دول منضوية تحت لواء المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس)، هي مالي وبوركينا فاسو وغينيا، بالانسحاب من الإتحاد الاقتصادي، في حال إعلان الحرب على النيجر لإطاحة الانقلاب العسكري وإعادة حكم الرئيس محمد بازوم بالقوة الخارجية، في إشارة إلى باريس التي تدعم الخيار العسكري مسنودة من بعض دول الاتحاد الأوروبي.
تتكون المجموعة الاقتصادية التي تأسست عام 1975 في أبوجا في نيجيريا، من 15 دولة من الساحل والصحراء وتعتبر أحد أقدم التجمعات الإقليمية وأنجحها في القارة السمراء، تمتد داخل مساحة 5,11 ملايين كلم مربع ويسكنها نحو 440 مليون نسمة، ولها اقتصاد يقدر بنحو 770 مليار دولار، بحسب احصاءات موقع "كاونتري إيكونومي".
في المقابل، تضم هذه المجموعة أكبر عدد من الدول الفقيرة في العالم، يقل دخلها الفردي عن دولارين في اليوم، علما أن نيجيريا وحدها تضم 142 مليون فقير بحسب تقرير للبنك الدولي وهي أكبر اقتصاد في أفريقيا. وعلى الرغم من توافر موارد طبيعية هائلة، فإن المنطقة الواقعة في الصحراء الكبرى جنوب شمال أفريقيا، لم تحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المطلوبة، مما جعلها دوما دولا هشة مرشحة للانقلابات العسكرية والحروب الأهلية بشكل دوري، واستغلال ثوراتها طوعا أو كرها أو تواطؤا.
مطرقة الاستعمار وسندان الإرهاب
الدول الثلاث المعارضة لاستعمال القوة والمتضامنة مع جارتها النيجر، سبق أن شهدت انقلابات عسكرية في السنوات الأخيرة، ورفعت نبرة المتمرد على العباءة الفرنسية، مطالِبةً بخروج الاستعمار الأوروبي القديم من المنطقة والقارة كلها. لأجل ذلك استعانت بقوات فاغنر الروسية لمحاربة "داعش" في منطقة غورما، شمال شرق مالي، ومنطقة مينكا القريبة من النيجر، التي فشلت فيها قوات بارخان الفرنسية.
وترى موسكو في النزاع الصاعد وسط أفريقيا فرصة للتوسع في القارة، وتحييدها في حربها على أوكرانيا بعد استمالتها في قمة روسيا - أفريقيا في سانت بطرسبرغ الشهر الماضي، ووعدتها بالتنمية وإمدادات الحبوب، في مسعى إلى إحياء نوع من الحرب الباردة مع الغرب الأوروبي في منطقة ساخنة باستمرار.
وكان التعاون مع فاغنر مكن من تحجيم ميليشيات "داعش" في المنطقة. لكن المشكل الأكثر تعقيدا أن التنظيمات والجماعات الإرهابية والإجرامية المختلفة التي تستفيد من ضعف الدولة وفساد الموظفين وفقر السكان، قد تتحول إلى عنصر ثالث في أي حرب مقبلة. ويقول خبراء إن التنظيمات المتطرفة لها أتباع من عرقيات محلية في مالي والنيجر وبوركينا فاسو وتوغو وغينيا وغانا ونيجيريا وتشاد وكاميرون، ينتمون إلى قبائل معظمها رعوية تعيش في المجال الحدودي نفسه، ولها خصومات مع حكوماتها المركزية.