بعد تحديد أولوياتها الاستراتيجية في منطقتي المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا، كان على الولايات المتحدة تعديل وضعها الدفاعي في الشرق الأوسط من خلال تبني مفاهيم وإجراءات جديدة تهدف إلى حماية المصالح الأمنية المشتركة. ونتيجة لذلك، انطلق نهج أكثر ديناميكية ومرونة للانتشار العسكري في المنطقة الخاضعة لمسؤولية القيادة المركزية الأميركية (CENTCOM). وبدلا من توجيه تركيزها إلى إقامة قواعد كبيرة ودائمة، ستعمل الولايات المتحدة على نشر الأصول والموارد من مواقع أخرى، وفقا للتهديدات والاحتياجات.
ظهرت الدلائل المبكرة على تنفيذ هذا النهج الدينامي لتشغيل القوات أوائل شهر يوليو/تموز الماضي، عندما أمر وزير الدفاع لويد أوستن بنشر مجموعة الجاهزية البرمائية/وحدة الاستطلاع البحرية لسفينة "يو إس إس باتان"، وطائرات "إف-35"، و"إف-16"، ومدمرة الصواريخ الموجّهة "يو إس إس توماس هادنر"، ردا على التهديدات الإيرانية المتزايدة تجاه حركة البضائع في مياه الخليج. وعلى الرغم من وجود أصول جوية وبحرية أميركية منتشرة بالفعل في المنطقة، قدمت طائرات "إف-16"، و"إف-35" الإضافية من قاعدة أفيانو الجوية في إيطاليا، بالإضافة إلى سرب المقاتلات الاستطلاعية 421 من قاعدة هيل الجوية في ولاية يوتا، على التوالي.
لا توحي أي من هذه الإجراءات بأن الولايات المتحدة انتقلت إلى استراتيجية التوازن الخارجي أو أنها على وشك التخلي تدريجيا عن انتشارها العسكري في الشرق الأوسط؛ إذ ينبغي أن يتضمن الموقف الفعال الذي يساهم في مهام الردع والطمأنينة والتعاون الأمني انتشارا متقدما.