غزو صدام حسين للكويت، كان قبل 33 سنة. تغير الكثير خلال العقود الثلاثة الماضية، لكن آثار هذه الخطيئة "الصدامية" لا تزال حية في العراق ومنطقتنا والعالم، والأهم في ذاكرة الكويتيين، عبر الآلام التي جلبها هذا الغزو، والآمال التي ولّدها تعاضدهم، وهبّة الدول الشقيقة، وفي مقدمتها السعودية، للوقوف معهم لتحرير بلدهم.
كتب الكثير خلال العقود الثلاثة الماضية. لكن هذا الموضوع لا يزال يستحق أن يكون قصة غلاف "المجلة" لشهر أغسطس/آب. نبدأ الملف، بمقالين من كاتبين كويتيين، يرسمان خريطة المشهد من جوانبه كافة، بما في ذلك البعد النفسي الهائل الذي تركه الغزو على الشعب الكويتي، مع توقف عند الفرص الضائعة وآفاق العبور نحو كويت جديدة تتجاوز محنة مرت عليها ثلاثة عقود، لتواكب القفزات الحاصلة في محيطها الخليجي.
تنشر "المجلة" وثائق ورسائل سرية متبادلة بين صدام و"المرشد" الإيراني علي خامنئي... وعرفات كان "ساعي بريد" بينهما
في هذه المناسبة، تنشر "المجلة" وثائق ورسائل سرية متبادلة بين صدام و"المرشد" الإيراني علي خامنئي والرئيس هاشمي رفسنجاني، قبل يوم الغزو وبعده بأسبوعين، كشفت تقديم صدام تنازلات هائلة لإيران التي حاربها لثماني سنوات. اللافت، أن رئيس "منظمة التحرير الفلسطينية" ياسر عرفات كان "ساعي بريد" بين صدام وخامنئي، ثم حليفا للرئيس العراقي، في موقف دفع ثمنه الفلسطينيون.
بالتوازي، كان "غريم" صدام، الرئيس السوري حافظ الأسد يتبادل الرسائل مع الرئيس الأميركي جورج بوش، للقضاء على خصميه في لبنان: الجنرال ميشال عون، وقائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع. وتنشر "المجلة" الرسائل بين بوش والأسد التي أفضت إلى مشاركة الجيش السوري في حملة قضت على عون يوم 13 أكتوبر/تشرين الأول 1990 و"حيّدت" جعجع قبل سجنه عام 1994.
"هديتان" من بوش للأسد، أطلقتا يديه في لبنان وأنقذتاه من خسارة حليفة "السوفياتي"، قبل لقائهما في نوفمبر/تشرين الثاني 1990 والمشاركة في "عاصفة الصحراء"، لإخراج العراق من الكويت بداية 1991.
تعود "المجلة" لأرشيفها لكي تستعيد تغطيات مميزة للحرب، بينها تقرير خاص عن جلسة سرية لمجلس الوزراء الكويتي ناقش فيها احتمالات الغزو العراقي قبل حصوله
تتضمن قصة الغلاف، وقفة عند الدور السعودي القيادي في التحرير، والوجود الأميركي في الخليج الذي اتسع بعد الحرب، ووضعه الحالي مع تغير أولويات أميركا عبر التركيز على منافستها مع الصين.
أيضا، هناك استعراض للتنظيمات المتطرفة التي استغلت تلك الحرب والتي انتعشت بالأزمات، بدءا من تنظيم "القاعدة" مرورا بـ "داعش" وأخواته، وانتهاء بالتحديات التي تمثلها هذه التنظيمات في المنطقة والعالم.
وتعود "المجلة" لأرشيفها لكي تستعيد تغطيات مميزة للحرب، بينها تقرير خاص عن جلسة سرية لمجلس الوزراء الكويتي ناقش فيها احتمالات الغزو العراقي قبل حصوله. كما تستعرض أطماع سياسيين عراقيين في الكويت وتهديدات عبدالكريم قاسم قبل 29 سنة من "الخطيئة التاريخية" لصدام.
في العدد أيضا، رصد لصعود اليمين في أوروبا الذي بات ينخر فرادتها، مع التركيز على "تحالف الجنوب" في العالم، مع ملف خاص عن "بريكس"، هذا المارد الذي يضم كبريات الدول المنافسة لأميركا وحلفائها، وسيعقد قمته المقبلة في جنوب أفريقيا، مع بروفايل عن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي بدأ حياته بائعا للشاي، ليصبح صاحب القرار في أكبر دول العالم سكانا، التي تتقدم لحجز مكان رئيس في إدارة العالم بدلا من الأحادية الأم يركية.
هذا العالم يعاني أزمات متعددة، كما يقول الأمين العام المساعد للأمم المتحدة عبدالله الدردري، في حديث إلى "المجلة". ويضيف أن المنطقة العربية هشّة... و"تدرك هشاشتها".
هذا العالم يعاني أزمات متعددة، كما يقول الأمين العام المساعد للأمم المتحدة عبدالله الدردري، في حديث إلى "المجلة". ويضيف أن المنطقة العربية هشّة... و"تدرك هشاشتها".
في التكنولوجيا، يتضمن العدد تقريرا عن الجيل السادس من الاتصالات، وأثر ذلك على الإنترنت والروبوت.
أما في الثقافة، فتبدأ الناقدة والكاتبة خالدة سعيد في هذا العدد، مساهماتها الثرية الدورية في "المجلة". تتحدث عن علاقتها بالقراءة والكتابة، وعن الشعر ومعناه، وكيف أن كلّ نصّ هو في نهاية المطاف مجموع قراءاته. كما يتضمن العدد مقابلة مع الكاتب المكسيكي دافيد توسكانا بعد فوزه بجائزة ماريو فارغاس يوسا.
وإذ نعرض أهم عشرة كتب تناولت تاريخ "إكسبو" مع تقديم الرياض ملفها لاستضافة نسخته عام 2030، تفتح "المجلة" صفحاتها لمثقفين عراقيين كي يتحدثوا عن التغيّر المناخي باعتباره "تهديدا وجوديا".
ونختم بنص للروائي الجزائري سمير قسيمي، عن "الهوية الناقصة".