احتل السياسي السابق الشهير نايجل فاراج عناوين الصحف مرة أخرى عندما أضحى متورطا في جدل يُعرف باسم "فضيحة إزالة المعاملات المصرفية". وبغض النظر عن مدى تقدير أو انتقاد الناس له، فقد كان فاراج شخصية بارزة في السياسة البريطانية لسنوات عديدة، إذ إنه ترك بصمة واضحة على الأحداث الرئيسة، كإنجاز خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ورغم أنّ شهرته قد لا تمتد إلى ما هو أبعد من وطنه، فقد شعر الاتحاد الأوروبي بتأثيره على نحو مباشر خلال الفترة التي أمضاها في البرلمان البريطاني.
وفي الآونة الأخيرة، واجه فاراج عقبةً غير متوقعة عندما قرر بنك كوتس، وهو مؤسسة خاصة تابعة لشركة "ناشيونال ويستمنستر بنك"، إغلاق حسابه، وهو الإجراء الذي ستكون له عواقب واسعة النطاق. وقد أشار كوتس، المعروف بعملائه الحصريين من الأفراد الأثرياء، إلى المخاطر المالية الكامنة خلف قراره هذا، إذ كان رهنُ فاراج قيد التجديد، إلا أنه لم يستوفِ شروطهم المالية الصارمة.
وعلى ما يبدو فقد حَسِب البنك أن التخلص من فاراج، سيلقى قبولا حسنا لدى جزء كبير من الجمهور البريطاني، وهو الذي يعتبر شخصية شعبوية تميل للتدخين وزيارة الحانات. ولكن إداريي البنك لم يأخذوا في الحسبان شهرة فاراج وتصميمه وميله للوقوف ضد المؤسسات مجهولة الهوية. فبعد قهره للبيروقراطيين مجهولي الهوية في بروكسل، لم يكن فاراج الشخص الذي قد يفكر بالانسحاب من أي صراع، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بمؤسسة اعتبرها متعالية ومزعجة للأشخاص العاديين.
مع انتشار أخبار الإغلاق المصرفي، ازداد الجدل، وهو الأمر الذي جذب انتباه مختلف الأطراف. وتسلط هذه الحادثة الضوءَ على العلاقة الحساسة بين الشخصيات البارزة والمؤسسات المالية، وتثير أسئلة حول التأثير والسلطة اللذين تمارسهما هذه البنوك؛ ففي ظل وجود شخصية فاراج الصريحة ونفورها من النخبوية، فإن هذه الفضيحة أبعد ما تكون عن الانتهاء، ومن المرجح أن تكون تداعياتها كبيرة على كلا الطرفين المعنيين.
لقد حصل نايجل فاراج على ملف أعده البنك بشأن قضيته، وذلك من خلال طلب للوصول إلى المعلومات الشخصية، وكان للاكتشافات التي احتواها الملف تأثير عميق. فعلى الرغم من تلقيه تأكيدا من مصدر مجهول، يُشتبه بأنه الرئيس التنفيذي لشركة "ناشيونال ويستمنستر بنك"، حيث يفيد هذا التأكيد بأن المسألة مرتبطة بالشؤون المالية فقط، إلا أن هذا الملف قد كَشَف عن أسباب إضافية عديدة تَحْمِلُ البنك على اعتبار فاراج خَطِرا على سمعته. إذ بدا الملف وكأنه سجل لأفعال فاراج، كملاكه الحارس الخاص تقريبا.