قبل ساعات من المواجهة العسكرية بين الجيش السوري الصغير والقوات الفرنسية القادمة من سهل البقاع باتجاه العاصمة دمشق، يوم 24 يوليو/تموز 1920، دخل وزير الحربية يوسف العظمة على الملك فيصل الأول في قصره المطل على العاصمة السورية من منطقة المهاجرين.
سلّم سلاما عسكريا وقال إنه متجه إلى منطقة ميسلون لواجهة الفرنسيين، وهو مدرك تماما أنه سيقتل لكنه لا يريد للتاريخ أن يذكر إن فرنسا احتلت سوريا دون مواجهة حقيقية من أهلها. وقبل المغادرة نظر العظمة إلى الملك وقال: "أنا أترك ابنتي الوحيدة أمانة لدى جلالتكم." تفاصيل هذا اللقاء – وهو الأخير بين فيصل والعظمة – نقله طبيب الملك أحمد قدري في مذكراته المنشورة بدمشق سنة 1956، حيث قال "وقد خصص فيصل مبلغ عشرين جنيها إسترلينيا شهريا لابنة الشهيد يوسف العظمة تقديرا لتضحية أبيها وكانت تصلها بانتظام."
عند هذا الحد ينتهي الكلام الموثق عن ليلى بنت يوسف العظمة، التي ولدت سنة 1915 وسمّيت على اسم جدتها ليلى الشربجي (والدة يوسف العظمة) وتوفيت في إسطنبول سنة 1971. ومن يومها بقيت سيرتها مجهولة وسارت حولها عدة إشاعات، وصل بعضها إلى مداولات المجلس النيابي السوري، وقيل إن الحكومة السورية قطعت عنها الراتب الشهري الذي وعد به فيصل، وجاء البعض ليؤكد إنها ماتت فقيرة ومريضة وضريرة في شوارع إسطنبول.