السعودية وجهة سياحية جاذبة تزخر بفرص الاستثمارhttps://www.majalla.com/node/296341/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D9%84/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AC%D9%87%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%AD%D9%8A%D8%A9-%D8%AC%D8%A7%D8%B0%D8%A8%D8%A9-%D8%AA%D8%B2%D8%AE%D8%B1-%D8%A8%D9%81%D8%B1%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%AB%D9%85%D8%A7%D8%B1
رسمت رؤية السعودية 2030 ملامح استراتيجية مهمة من شـأنها تعزيز دور القطاع السياحي للمساهمة الفاعلة في الناتج المحلي الإجمالي، حيث تشير التقديرات إلى أن نسبة مساهمة هذا القطاع الحيوي ستقفز إلى 10 في المئة في حلول عام 2030، مقارنة بنحو 4 في المئة في عام 2022.
تعمل السعودية بشكل حيوي على الاستثمار في الميزات التنافسية التي تمتلكها من حيث موقعها الجغرافي المميز الذي يربط القارات الثلاث، إلى جانب الكثير من المميزات التي تدعم حيوية السياحة وجاذبيتها في البلاد. يأتي ذلك في وقت تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من أكثر دول العالم حراكاً على المستوى الاقتصادي والتنموي والاستثماري.
بالأرقام، شكّل قطاع السياحة نحو 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية العام المنصرم 2022، فيما تستهدف المملكة أن تحقق السياحة وحدها 10 في المئة من الناتج المحلي في حلول عام 2030. وقد استقطب القطاع أكثر من 94 مليون زيارة خلال عام 2022، منها 16,5 مليون زيارة من الخارج، و77,5 مليون رحلة سياحية داخلية، فيما تطمح البلاد للوصول إلى 125 مليون زيارة مع تمضية ليال في الفنادق والشقق في عام 2030.
وبلغ نمو قطاع السياحة في المملكة 121 في المئة، وهو أسرع الوجهات السياحية نموا بين دول مجموعة العشرين، مقارنة بالمعدل العالمي قبل فترة جائحة "كوفيد-19"، الأمر الذي يبرهن فاعلية الخطوات الحيوية التي اتخذتها البلاد في سبيل تعزيز دور القطاع السياحي للمساهمة الإيجابية في الناتج المحلي الإجمالي.
وتساهم السياحة في توفير الكثير من فرص العمل للمواطنين، كما تعتبر من أدوات تنويع الاقتصاد من حيث المصادر غير النفطية، وهو الأمر الذي تستهدفه رؤية السعودية 2030، من حيث خلق فرص أكبر للاستثمار والنجاح.
شكّل قطاع السياحة نحو 4 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في نهاية العام المنصرم 2022، فيما تستهدف المملكة أن تحقق السياحة وحدها 10 في المئة من الناتج المحلي في حلول عام 2030
تجاوزت الوظائف المباشرة التي تم شغلها في القطاع السياحي عام 2022 ما كان مستهدفًا خلال العام بنسبة 139 في المئة، توازيا مع رؤية طموحة لاستحداث عدد كبير من فرص العمل للسعوديين في القطاع الخاص، من ضمنها في قطاع السياحة والترفيه والثقافة.
وكانت وزارة السياحة أطلقت برامج تنمية القدرات البشرية السياحية، بهدف تدريب وتأهيل 100 ألف شاب وشابة، بما يساهم في دعم الاقتصاد وتنوعه، وتعزيز جودة حياة المواطنين ورفاههم، الأمر الذي يفتح المجال بشكل أرحب أمام تعزيز دور الكوادر البشرية الوطنية في نمو القطاع السياحي، ويزيد خبراتهم وتأهيلهم.
وجهة للثقافة العربية والتراث
تجمع السعودية بين الثقافة العربية الأصيلة والمشاهد الطبيعية المتنوعة والتراث الغني وعروض الترفيه المتجددة. يوجد في المملكة ستة مواقع للتراث العالمي لليونسكو وأكثر من 10 آلاف موقع أثري، بما في ذلك العلا، بالإضافة إلى مواسم السياحة والترفيه الضخمة التي تعمل عليها البلاد، والتي حققت خلال السنوات القليلة المنصرمة ارتفاعاً ملحوظاً من حيث حجم الإقبال، وتستضيف السعودية الكثير من الفعاليات الرياضية الكبرى، التي ساهمت بشكل واضح في تعزيز حضور السيّاح للبلاد.
لماذا تضع السعودية رهانًا كبيرًا على قطاع السياحة؟ ️
وتتميز السعودية بحدود ممتدة على البحر الأحمر، الذي يعد موطن الشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي المهم، وبتنوع الثقافات عبر 13 منطقة، وضيافة عربية أصيلة ترتكز على قيمها الاجتماعية.
تقدم السعودية تسهيلات كبيرة لدخول البلاد وإصدار التأشيرات لاستكشاف السعودية والاستمتاع بمزاياها المتنوعة والفريدة والاطلاع على الفرص الاستثمارية الجذابة، خصوصا أنها تمتلك الرؤية والموارد التي تقود الى النجاح.
وتعد المملكة مركزا مهما في العالم العربي والإسلامي كونها تحتضن الحرمين الشريفين، وهي مقرّ لتاريخ وحضارات عريقة ومتاحف وتراث ثقافي، وهذه كلها تعكس صورة المملكة منذ عصورها القديمة حتى هذا اليوم.
كما تزخر المملكة بتنوع في التضاريس وبطبيعة خلابة وشواطئ ممتدة تشكّل وجهة مثالية للسائحين، لذا عملت المملكة ممثلة بوزارة السياحة على تطوير القطاع ورفع معدل الاستثمار فيه إضافةً إلى تطوير القوى البشرية العاملة فيها، سعيا لاستقطاب الزوار والسياح من خارج المملكة وفقا لأهداف الاستراتيجية الوطنية للسياحة ورؤية المملكة 2030.
استراتيجية السياحة
رسمت المملكة خطوطا عريضة لتطلعات القطاع السياحي لتتوافق مع رؤية 2030. فإلى جانب رفع مساهمة القطاع في الناتج المحلي إلى ما يزيد على 10 في المئة، وكخطوة واعدة نحو مستقبلٍ سياحي مزدهر، أطلقت وزارة السياحة نهاية عام 2022 عشر لوائح جديدة تعنى بتنظيم عمل وإدارة الوجهات السياحية ومرافق الضيافة، حيث تهدف هذه اللوائح إلى المساهمة في خلق بيئة جاذبة للاستثمار تُراعى فيها سهولة الأعمال والابتكار والاستدامة، والارتقاء بجودة الخدمات المقدمة وحماية حقوق السائح، إضافة إلى دعم القطاع وزيادة فرص العمل للمواطنين من الشباب.
كما تضمنت اللوائح الصادرة أحكاما لتنظيم الأنشطة السياحية بمختلف أنواعها، وأضافت أنشطة جديدة الى السوق السياحي، وأحكاما لتنظيم الرقابة والتفتيش لضمان جودة الخدمات.
تأتي هذه التطورات في وقت بدأت المملكة في الربع الأخير من عام 2019، استقبال الزوار والسياح من خارج المملكة بتأشيرة دخول سارية لسنة كاملة، تُتيح لهم الإقامة داخل المملكة لمدة أقصاها 90 يوما متواصلة.
الاستثمار السياحي
أطلقت السعودية صندوق التنمية السياحي لتشجيع الاستثمارات السياحية داخل المملكة وفتح أبواب التعاون مع المستثمرين بشكل مباشر من خلال تقديم الدعم في كل ما يخص المشاريع السياحية المؤدية إلى تطوير القطاع في البلاد، من مطاعم وفنادق ووجهات سياحية أخرى.
وتشمل الحلول التمويلية المقدمة من الصندوق، دعم القطاع الخاص من خلال قروض للاستثمار، إلى جانب الاستثمار في المشاريع، من طريق تملك حصص من المشروع، وتقديم ضمانات على بعض المشاريع الأخرى، إضافة إلى دعم المشاريع المميزة والواعدة بتوفير الحلول المناسبة لتنفيذها، والتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية لتوفير احتياجات المشروع.
السعودية تستقبل الزوار والسياح بتأشيرة دخول سارية لسنة كاملة، تُتيح لهم الإقامة داخل المملكة لمدة أقصاها 90 يوما متواصلة
ويمنح الاستثمار السياحي جسراً للتواصل الثقافي بين المملكة والعالم، من خلال الفرص الاستثمارية المجدية للمستثمرين بالداخل والخارج، خصوصا أن بعض التقديرات تشير إلى أن القطاع السياحي يعتبر واحداً من أسرع القطاعات نموّا في العالم.
وسعيا الى تحقيق التحول الرقمي المتكامل للإجراءات الحكومية الإلكترونية، وتسهيلا لشؤون مزودي الخدمات وطالبيها، وفّرت وزارة السياحة السعودية عددا من الخدمات الإلكترونية المتعلقة بالتراخيص السياحية، شملت وكالات السفر السياحية، ومنظمي الرحلات السياحية، والإرشاد السياحي، والإيواء السياحي، ومكاتب حجز وحدات الإيواء.
تقديرات 2023: نمو القطاع
فيما تشير البيانات الى أن قطاع السياحة حقق أكثر من 94 مليون زيارة خلال عام 2022 في السعودية، وبالنظر إلى معدلات النمو المميزة التي حققها هذا القطاع في العامين المنصرمين، من المتوقع أن يحقق قطاع السياحة خلال عام 2023 أكثر من 96 مليون زيارة، مدعوماً بالخيارات السياحية الكبيرة التي تتميز بها البلاد، وفاعلية الخطوات التي تتخذها المملكة.
ويرتقب أن يكون لموسم الصيف الحالي دور مهم في تعزيز معدلات نمو القطاع السياحي، حيث تتميز المملكة بوجود مدن سياحية ذات أجواء لطيفة للغاية على الرغم من ارتفاع درجات الحرارة في كثير من مدن العالم، من بين هذه الوجهات أبها، والباحة، والطائف، وكثير من المدن الأخرى الساحلية وغيرها.